عبد القادر كتــرة
أحد أقوى وأخلص أصدقاء رئيس حكومة القبائل المؤقتة” “فرحات مهني” زعيم منطقة القبايل الواقعة تحت سيطرة النظام العسكري الجزائري الديكتاتوري المستبد، الكتالوني رئيس النادي الإسباني العالمي لبرشلونة لكرة القدم “خوان لابورطا”،
وأول من يتم دعوته، كلّ سنة في احتفالات كاتالونيا من طرف الاستقلالي رئيس النادي الكتالاني، صديقه الاستقلالي فرحات مهني، الذي اعتاد مشاركة الكتالانيين احتفالاتهم، منذ أن اعتلى “لابورتا” عرش نادي برشلونة العالمي، مارس 2021، بعد استقالة رئيسها السابق “خوسي ماريا بارتومو”، مع الإشارة إلى أنه كان رئيسا للبارصا لولايتين متتاليتين من 2003 إلى 2010.
ويعتبر “لابورتا” صديقا كبيرا للقبايل وداعما كبيرا لحركة استقلال القبايل “الماك”، حيث شارك “فرحات مهني” إلى جانبه في مظاهرات استقلال كتالونيا .
من جهة أخرى، اقترح زعيم الماك على رئيس البارصا تنظيم مباراة في كرة القدم بين فريقي نادي برشلون و نادي شبيبة القبايل، لتمين العلاقات الأخوية بين المنطقتين ذات الأهداف المشتركة.
لا بد من التذكير أن “فرحات مهني” رئيس حكومة القبائل المؤقتة، طالب، مؤخرا، بإدراج “منطقة القبايل باللجنة الأممية الرابعة لتصفية الاستعمار”، وتسجيل “حكومة القبايل المؤقتة” في قائمة الشعوب التي لا تتمتع بحق تقرير المصير.
وسبق لمْهني أن رفع العلم الوطني الرسمي لبلاده “جمهورية القبايل المستقلة”، الأحد 11 أكتوبر 2015، أمام مقر الأمم المتحدة، في خطوة للتعبير عن رغبة “شعب القبايل” في التحرر من قبضة النظام العسكري الجزائري.
ويطالب الرئيس مْهني باستقلال منطقة القبايل التي تعيش على وقع الاحتجاجات التي تقابلها السلطات العنصرية الجزائرية بانتهاكات وحشية لحقوق الإنسان، باستقلال “منطقة القبايل” الحالمة بالحرية في ظل دولة مستقلة متعاونة مع كل الدول المحيطة مساهمة في تقوية اقتصاد ومكانة المغرب الكبير، دون أن تشكل عبئا جديدا على شمال إفريقيا المفككة بسبب المناورات السياسية والدبلوماسية الجزائرية.
ومنذ الإعلان عن “جمهورية القبايل المستقلة” بالخارج خلال شهر أبريل 2010 بباريس بفرنسا، لم يتوقف فرحات مهني رئيس “الحكومة قبائلية مؤقتة لشعب القبائل بالجزائر” عن التحركات والتنقلات والسفر، يجوب مدن فرنسا وبعض بلدان أوروبا للتعريف بهذه “الجمهورية” التي أعلن تأسيسها في الخارج وتتموقع في قلب الجمهورية الجزائرية بمنطقة القبايل الأمازيغية، ورفع علم هذه الجمهورية وترديد نشيدها، كما هو الشأن في جميع الدول القائمة بذاتها، كما يقوم بمراسلة رؤساء الدول ومسؤولي المنظمات الدولية بصفته رئيس “جمهورية القبايل المستقلة”.
وعبّر العديد من القبائليين المتحدرين من منطقة القبائل في الجزائر عن سعادتهم وغبطتهم حتى الانتشاء بإحساسهم بهوتهم القبائلية، بعد تسلمهم لبطائق تعريف الوطنية للهوية القبائلية الخاصة ب”جمهورية القبايل المستقلة بالخارج”، وبعد ترديد النشيد القبائلي باللغة القبائلية بحضور مسؤولين في الحكومة المؤقتة القبائلية خلال حفل توزيع بطائق التعريف الوطنية ل”جمهورية القبايل المستقلة بالخارج”، نظم باريس يوم السبت 27 نونبر 2010.
وسبق للناشط القبائلي المقيم في فرنسا، فرحات مهني رئيس الحركة من أجل استقلال منطقة القبائل (ماك)، أن أعلن في باريس، يوم الأحد 25 أبريل 2010، رسميا عن إنشاء أول حكومة قبائلية مؤقتة لشعب القبائل بالجزائر.
وتتشكل الحكومة من رئيسها فرحات مهني، وأرزقي بوسعيد وزير المؤسسات والإدارة والأمن، وأرزقي أيت حموك وزير العلاقات الدولية، واليزيد عبيد وزير الاتصالات والعدل وحقوق الإنسان، وإيدير دجودر وزير الاقتصاد والمالية والبيئة، ولحسن الزياني وزير اللغة القبائلية والتعليم والبحث العلمي والتكوين، ومولود مرحاب وزير التحاور والتحكيم مع المجتمع المدني، وجميلة عمكود وزيرة الثقافة، ومليكة مواسي وزيرة الصحة والتضامن، ثم مخلوف إدري وزير الشبيبة والرياضة والناطق الرسمي باسم الحكومة.
وذكر بيان الحركة الصادر بالمناسبة بأسباب قرار إنشاء الحكومة المؤقتة مشيرا، إلى أن منطقة القبائل كانت في مواجهة مع الدولة الجزائرية المسلحة ب”عسكر الحدود” وقواها الإجرامية والعنصرية والمناهضة للقبائل، بتعبير البيان، حيث قادت الدولة، منذ عام 1963، حربا ضد منطقة القبائل وقتلت ما لا يقل عن 400 من أبنائها في أقل من ستة أشهر، وأصبح وصم القبائل بالعار، على مر السنين، الثابت الوحيد في السياسة الداخلية للنظام في الجزائر العاصمة، حيث أصبح القبائليون، منذ ذلك الحين، وبطريقة خبيثة واعتباطية، محطّ الإدانة الوطنية بحيث يوصفون بكونهم “انفصاليون” أو”العدو الداخلي” أو “يهود”… ، ويتم حظر أطرهم من الارتقاء الوظيفي على الرغم من كفاءاتهم الكبيرة جدا، ويُنفى قادتهم السياسيون المنفيون أو يتعرضون للقتل.
تنديد بما تتعرض له منطقة القبائل
وتتعرض منطقة القبائل لممارسة ضريبية تمييزية من أجل حرمانها من فائض يمكن إعادة استثماره في اقتصادها المحلي، حيث تمت محاصرتها عسكريا، وتركت لانعدام الأمن الذي يخلقه الإرهابيون وجهات أخرى، وهم المواطنون الذين، في ثلاث مناسبات، حرروا أشخاصا اختطفوا من قبل الإرهابيين مقابل الحصول على فدية.
وتساءل قياديو “جمهورية القبايل المستقلة بالخارج” كيف يمكن أن تكون منطقة القبائل ، التي تمثل 2 في المائة فقط من مساحة الجزائر أن تستقبل 30 في المائة من القوات العسكرية (؟) وتتعرض المساحة الغابوية في منطقة القبائل لحرائق تُبرّر رسميا باسم مكافحة الإرهاب الإسلامي.
واستحضر، بيان صدر بالمناسبة، المسار الطويل من النضالات والمعاناة اليومية والثورات والانتفاضات المتكررة سنوات 1963، 1980، 1985، 1988، 1994، 2001، منذ “الربيع البربري” عام 1980 الذي اقتصر على مطالب لغوية محضة، ثم المطالبة بالحكم الذاتي منذ اليوم الذي قام فيه النظام الجزائري بإطلاق الرصاص على أبناءنا في “الربيع الأسود” عام 2001.
وفي يونيو 2008، وجهت الحركة من أجل استقلال القبائل، عن طريق البريد، طلبا رسميا لأعلى الدوائر الرسمية في البلاد بتبني حكم ذاتي إقليمي موسع. الطلب كان مرفقا باقتراح حول إجراء استفتاء شعبي للتأكد من شرعية المطلب.
قبل شهر من إعلان “الحكومة القبائلية المؤقتة”، استقبلت الخارجية الفرنسية وفدا برئاسة فرحات مهني تناولت معه “تاريخ العلاقات بين فرنسا والمنطقة القبائلية” (حسب بيان صحفي لأرزقي بوسعيد، رئيس الفرع الفرنسي لحركة الاستقلال الذاتي للمنطقة القبائلية)، وفي يناير 2002، أرسل فرحات مهني إلى السكريتر العام للناتو رسالة يقول فيها إنه “واثق من يقظة الحلف لمنع ارتكاب مجازر جديدة ضد القبائليين، ضحايا الإرهاب الإسلامي والعنف الحكومي”.