بقلم: عبدالسلام العزوزي
صخب إعلامي غزير، وغضب جم للمغاربة الأشاوس، واستنكار واسع على السقطة المدوية للإعلامي الرياضي الجزائري “دراجي” الذي رفعت حقنة شحنه من طرف نظام العسكر بمعاداة المغاربة من منسوب غيظه وحقده حتى رَشَح عقله بما دَرَجَ عليه قبل سنين من قبيح الكلام ووضاعة السلوك تجاه المغاربة، وجعلت “دراجي” دَرَّاجٌ يَدْرُجُ في كُلِّ وَكْرِ من شدة صدمة سقطة فريقه في العمق الإفريقي، حيث لقن الفريق الايفواري درسا كرويا كبيرا للنظام الجزائري ول”دراجي”أيضا، سجَّله التاريخ الكروي الإفريقي بدم مهدور للاعب الكامروني،”ألبير إيبوسي” مهاجم فريق شبيبة القبائل الجزائري الذي لقي حتفه خلال المباراة التي خسرها فريق”شبيبة القبائل”ضد”اتحاد الجزائر” بنتيجة (1-2)،في العام 2016، بعدما كان قد سجل اللاعب” ألبير” هدف التعادل لفريقه المحلي.
واعتبر الأفارقة انتصار الايفواريين على الفريق الجزائري بالكاميرون بمثابة انتقام زوجة اللاعب”إيبوسي” الايفوارية وابنته لروح هذا اللاعب،وهو ما أكدته مسئولة رياضية في “جامعة دالي إبراهيم”، كانت حاضرة لحظة وفاة اللاعب في شريط انتشر كالنار في الهشيم على مختلف وسائط التواصل الاجتماعي في ذروة سقطة المنتخب الجزائري الذي شُحِن هو أيضا، أكثر من اللازم من طرف نظامه العسكري خلال هذه البطولة الإفريقية، ما أفقده التركيز والتمحيص والتجويد مجاراة المستديرة الجماهيرية مع الفريق الخصم. ما انتهى بهم الأمر إلى مغادرة مباريات الكأس الإفريقية صاغرين منهزمين.
وزعم “دراجي” دَرَّاج (..)،( أي النمام المفسد)،بتفسير المعجم العربي، أن خرجته الأفَّاكَة التي حاول من خلالها توهيم الرأي العام بفبركة مبيتة لما فاه به في حق الأمة المغربية من قبيح الكلام، وقد رصده الشريط و التدوينة التي جالت كل أجهزة الإعلام ووسائط الاتصال، في محاولة يائسة لزرع مزيد من البلبلة والضغينة في أوساط الشعبين المغربي والجزائري اللذان ينآى شرفاؤهم وحرائرهن الانجرار وراء ما يحاول عبثا نظام العسكر الجزائري تدجين أزلامه وحاشيته بغضا وحقدا على كل ما له صلة بالجار الغربي للجزائر، والذي انتصر على مدى عمر استقلال الجار الشرقي للمملكة لتخريب الشعوب المغاربية، وهدر قدراتها الفكرية والإبداعية وطمس روح التعاون والتضامن والأخوة الثابتة فيما مهما حصل من اختلاف في التدافع السوسيوثقافي والسياسي أحيانا، فإن ذلك لا يفسد لود شعوب المغرب الكبير قضية.
ولأنه، ليس كل مرَّة تسْلم الجرَّة، فقد طفح كيل المغاربة من هذا “الدرَّاج”، الذي زاد عن حده أكثر ما يلزم.حيث طالب عبد الصمد ناصر، الإعلامي المغربي الشهير بقناة الجزيرة بمحاكمة ومعاقبة هذا “درَّاج (..)” في تغريدة له على حسابه الخاص عبر “تويتر”، الجمعة 21 يناير 2022، قائلا: “قذف المحصنات والطعن في شرف وأعراض المغربيات والمغاربة جريمة نكراء وشنيعة لا يجب السكوت عنها”. مضيفا في تغريدته: “فلا يعقل أن يصل الإسفاف والتطاول هذا الحد دون مراعاة لحرمة دينية ولا للمؤسسة التي يعمل بها ولا لبلد الإقامة”. وتابع الإعلامي المغربي: “الرأي العام في المغرب وخارجه يغلي غضبا، وعلى الجهات المختصة التصرف..طفح الكيل”.
وهو ما دفع بالمحامين المغاربة إلى رفع دعوى قضائية ضد هذا الإعلامي المتمترس في مربع نظام العسكر والذي يشتغل بالقناة الرياضية “”بي إن سبورتس” ” القطرية، في رسالة موجهة منهم إلى النائب العام القطري من أجل تحريك الدعوى الجنائية طبقا لمقتضيات القانون الخاص بمكافحة الجرائم الإلكترونية، في خطوة من المحامين المغاربة إلى نقل قضية “دراج(..)”إلى أروقة المحاكم.
وذلك لجعله عبرة للعديد من الإعلاميين المتكالبين يصرون على أن ينهشوا في جسم الأمة المغربية العظيمة التي ورثت نسلها من عظماء الشرفاء والأولياء و السلاطين والملوك الذين تنطق صفحات التاريخ بشهامتهم وبسالتهم ودماثة أخلاقهم ونبلهم وسلوكهم في التعامل في مثل هكذا أحداث…عظماء كتبوا تاريخ الأمة المغربية الممتدة إلى أربعة عشرة قرنا من زمن البطولات والانتصارات، ويكفي أن أسرد هنا على سبيل المثال لا الحصر المولى إدريس الأكبر والمولى إسماعيل والسلطان مولاي يوسف بن تاشفين والسلطان محمد الخامس والملك الحسن الثاني، وغيرهم كثير. ومن السيدات المغربيات العظيمات العفيفات، “السيدة الحرة” حاكمة الشمال، والسيدة العالمة “فاطمة الفهرية” بانية جامع القرويين الشهير، وغيرهن كثير تصدرن عبر العصور مجالات العلم والمعرفة ولاتزال إلى الآن الأمة المغربية ولادة العلماء والأدمغة الخلاقة التي بهرت العالم بنبلها وفكرها وعلمها وعطائها. هؤلاء الحرائر الذين نطق في حقهم “درَّاج (..)” هن من كن في الصفوف الأمامية في معركة التحرير والاستقلال خلال محطات الاستعمار التي لم تعمر طويلا بلادنا، كما عمرت ببلاد هذا “درَّاج (..)” نحو قرن وثلاثين سنة، ولولا حرائر المغرب اللائي كن في الصفوف الأمامية إلى جانب المغاربة الأبطال مع الثوار الجزائريين في معركة التحرير، ما كان لأن يحكم الجزائر “مجموعة وجدة” التي احتضنتها هذه المنطقة الغربية للجزائر ودعمتها بالمال والعتاد والتكتيك الحربي الذي كانت حركة المقاومة المغربية لها باع طويل في تدريب هذه المجموعة التي بعد حكمها للجزائر المستقلة تنكرت لهواء وخبز وتضامن المغرب مع أشقائهم الجزائريين، وجيَّشت الآن أمثال “دراج(..)” الذي قفز إلى الأسفل يترجل نحو دُرْج القضاء..