عبد العزيز داودي
حركة غير عادية تشهدها مستوصفات التحاليل المخبرية الخاصة بكوڤيد ـ 19 والمستشفيات العامة والخاصة، بالإضافة إلى الصيدليات، جراء الكم الهائل من المصابين بفيروس كورونا الذي أنهك الأطقم الطبية والتمريضية، ولم يعد بوسع أقسام الإنعاش استقبال المزيد من المرضى أمام نفاد الأوكسيجين والأدوية.
وضع إذن بدا يخرج عن السيطرة وينذر بالأسوإ، حيث إنه وحسب أحد خبراء اللجنة العلمية الخاصة بمواجهة جائحة كورونا، فإن من بين 10 آلاف مصاب يوميا، 04 % من هذا العدد يدخل قسم الإنعاش، بمعنى أن مستشفيات المغرب تستقبل على الأقل 400 مريض كل يوم، فيهم من يخضع للتنفس الاصطناعي الاحترافي بتداعياته الخطيرة باعتباره هو الآخر يتطلب إخضاع صاحبه للتخذير الكلي، وهو ما يفسر سقوط العديد من القتلى كل يوم، بل إن منحنى الوفيات زائد في الارتفاع وبنسب مئوية مخيفة ومرعبة، تدفع إلى التساؤل حول مدى صمود المنظومة الصحية المتأثرة أصلا وهي الأخرى بعدد الإصابات، وبالتالي فالحاجة ماسة إلى إنشاء مستشفيات ميدانية لتخفيف الضغط على المستشفيات العمومية، كما أن المصحات الخاصة يجب أن تتحمل مسؤوليتها الإنسانية والأخلاقية في إنقاذ الأرواح، بعيدا عن الجشع والربح السريع، خصوصا إذا علمنا أن تطور متحور دلتا مازال في بدايته. وانطلاقا من تجارب شعوب فتك بها الفيروس، فإن كل المؤشرات تدل على أن الأسوأ قادم.
وللتخفيف منه ليس لنا حل سوى احترام التدابير الاحترازية بشكل صارم ما دمنا لم نصل بعد إلى المناعة الجماعية التي تستوجب تلقيح 80 %من ساكنة المغرب على الأقل، وذلك حتى يتسنى للجميع تدشين الدخول الاجتماعي والمدرسي والجامعي في ظروف أفضل…