عبد القادر بوراص
اعتمدت بعض الأحزاب بإقليم تاوريرت لغة المال والقبيلة في اختيار مرشحيها لخوض غمار الاستحقاقات الانتخابية التشريعية والجماعية، حيث طأطأت رؤوسها صاغرة أمام أصحاب ”الشكارة” وذوي الأنصار من أهل القبائل الذين لا تهمهم مصلحة منطقتهم العامة بقدر ما يهمهم “انصر أخاك ظالما أو مظلوما”، وأصبحت العروض تنهال من كل حدب وصوب على “مول الشكارة” لاستقطابه، في وقت همش فيه قدامى مناضلي الأحزاب، مما أغضب بعضهم ففضلوا الترحال صوب وجهات أخرى وتعزيز صفوف أحزاب لم يكونوا في وقت سابق راضين عليها.
هذا وما زالت أحزاب أخرى في حيرة من أمرها بعد أن تعذر عليها تزكية أسماء لوائحها، خاصة على مستوى الجماعات المحلية، وأدخلها في متاهات قد يصعب الخروج منها إذا لم يأخذ قياديوها الأمر بنوع من الصرامة والجدية في اتخاذ القرار، خاصة أنه لم تعد تفصلنا على محطة 08 شتنبر سوى أيام معدودات…
بالمقابل حسمت أحزاب أخرى أمرها مبكرا حيث فضلت اختيار مرشحيها من الكفاءات الشبابية التي ستخوض غمار الانتخابات لأول مرة، في وقت اعتمدت فيه أخرى على برلمانيين ومستشارين سابقين لما يتوفرون عليه من حنكة معززة بكتلة أصوات انتخابية وفية لهم كأشخاص وليس كأحزاب.
جماعة دبدو خلقت المفاجأة والاستثناء، فبعد أن ظلت المنافسة محتدمة لعقود بين الحزبين العتيدين الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية والاستقلال، وظل ممثلوها يتناوبون على تسيير الشأن المحلي لسنوات طويلة، وفرقت حمى الانتخابات فيها بين الأهل من عائلة واحدة، وكانت هاته الثنائية السياسية وبالا على العلاقات الاجتماعية في المدينة، انبلجت صحوة شبابية في الأفق من خلال عزم عدد من شباب المدينة ولوج التجربة الجماعية بعد انخراطهم في تنظيمات سياسية غير الحزبين المهيمنين سابقا، وهي الخطوة التي صفق لها الكثير من أهل مدينة دبدو الفيحاء، خاصة وأن بعض قيدومي مستشاري حزب الوردة قرروا عدم خوض غمار الاستحقاقات الانتخابية لفسح المجال أمام وجوه جديدة لإثراء التجربة الجماعية، ولتكريس أسس سياسة وديمقراطية مبنية على التعدد…
ومن عجائب الانتخابات بمدينة دبدو لجوء بعضهم إلى استعمال السحر والشعوذة ضد منافسيهم، حيث اكتشف أحد المرشحين المفترضين للاستحقاقات المقبلة تميمة أمام بيته، تبين بعد عرضها على فقيه وفك طلاسيمها، بحسب مصادر محلية، أنها ”تسعى إلى إلحاق الخسارة به والسقوط في الانتخابات القادمة”، فضلا عن الاستعانة بأساليب ماضوية في ثني من يريد الترشح ضدهم واستمالة الناخبين من خلال ”تطياح العار” وغيرها من الأمور الأخرى التي أكل عليها الدهر وشرب في عالم التكنولوجيا والتطور العلمي السريع…