تتابع جمعية تسغناس للثقافة والتنمية منذ أسبوع بقلق شديد الأحداث الأليمة إثر محاولة عبور عنيفة لمهاجرين وطالبي لجوء وتدخل أمني يوم 24يونيو 2022 بين مدينة الناضور و مليلية المحتلة، والذي راح ضحيته أكثر من 23 مهاجرا، ومئات الجرحى من دول إفريقيا جنوب الصحراء ومن الأمنيين، على خلفية محاولات الدخول إلى التراب الإسباني عبر مدينة مليلية المغربية المحتلة، وما واكب هذا التدخل من ممارسات ماسة بحقوق الإنسان وفي مقدمتها انتهاك الحق في الحياة والسلامة البدنية.
وإذ تسجل الجمعية عميق المها وحزنها للنهاية المأساوية لعدد كبير من الحالمين بالهجرة الغير امنة للضفة الأخرى، وما خلفته من جرحى في صفوف القوات العمومية.
تعلن الجمعية:
– تضامنها الإنساني مع الضحايا، والترحم على المتوفين منهم، والشفاء العاجل للمصابين من المهاجرين وأفراد القوات العمومية.
– إدانتها بشدة للتدخلات العنيفة ضد المهاجرين المؤدية بحياتهم، أو بصحتهم أو ماسة بكرامتهم وادانتها لجميع أشكال العنف، ورفضها وشجبها التام استعمال العنف كيف ما كان ومن أي جهة كان.
– تدين الأفعال الإجرامية لشبكات تهريب المهاجرين والاتجار بالبشر وتدعو مختلف السلطات لمحاربتها والرصد، والتقصي لمساءلة مختلف الأطراف ذات الصلة.
فإنها تعتبر:
-أن اللجوء للمقاربات الأمنية لا تزيد الوضع الا تعقيدا أمام تزايد عدد المهاجرين الوافدين من جنوب الصحراء، ومن مختلف مناطق النزاعات المسلحة والحروب.
– أن اعتماد سياسات الهجرة واللجوء، سواء في المغرب أو لدى الاتحاد الأوروبي لا يجب أن تكون وسيلة لمحاصرة تدفق الهجرات عند الحدود المغربية-الأوروبية، وأن كل السياسات التي تقارب حلول الهجرة بمقاربات أمنية، غالبا ما تنتهي بمأساة انسانية تتكرر كل مرة.
تدعو الى:
– إلى اعمال مبدأ المسؤولية المشتركة في تدبير ملف الهجرة والتعاون بين كل الأطراف، من أجل إيجاد حلول ضامنة لحقوق المهاجرين، وتحيين وتفعيل الاستراتيجية الوطنية للهجرة واللجوء وتيسير كل سبل الادماج وفق المقاربة المستندة على حقوق الإنسان، وتستحضر غايات الميثاقين العالميين للهجرة واللجوء.
– إلى إعطاء الأولوية لسلامة المهاجرين، وتجنب الاستخدام المفرط للقوة، واحترام حقوقهم الأساسية.
– إلى دعوة السلطات القنصلية لبلدان الضحايا لتحمل مسؤوليتها في حماية ومساندة مواطنيها في هذه الأزمة.
إن الجمعية وهي تواصل أنشطتها التحسيسية وسط الساكنة وتكثف من عملها الإنساني مع المهاجرين وطالبي اللجوء بضواحي إقليم الناظور وبجهة الشرق، وتبذل أقصى المجهودات لتقديم المساعدات الانسانية والمواكبة الطبية والقانونية لهم، إذ تقف على حجم معاناة هؤلاء ومتطلباتهم الإنسانية.
– تثمن المجهودات التي تقوم بها الأطقم الطبية والتمريضية بمختلف أقسام وبنيات الاستقبال الصحية بالمستشفى الإقليمي والجامعي على السواء
تطالب ب:
– فتح تحقيق دقيق من أ جل معرفة ملابسات وحيثيات وأسباب هذا الحادث، والعمل على ترتيب النتائج وتحمل المسؤولية واعمال القانون
– اخراج القانون الجديد للدخول وإقامة الأجانب وكذا القانون المتعلق باللجوء بما يتلاءم مع الالتزامات الدولية للمغرب، ولاسيما مخرجات الميثاق الدولي للهجرة الامنة والنظامية المصادق عليه بمراكش سنة 2018، وإعلان نيويورك بشأن اللاجئين والمهاجرين.
– تمكين جمعيات المجتمع المدني العاملة في مجال المواكبة الصحية والإنسانية من القيام بدورها في ظل هذه الوضعية الحرجة.
– التسريع بتسوية وضعية المهاجرات والمهاجرين الذين هم في وضعية غير نظامية في إطار عملية تسوية استثنائية أسوة بسابقتيها.