الطيب الشكري
تصدر هاشتاغ “أنقذوا محمد بنسرية” معظم الصفحات على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” لعدد من المواطنين بإقليم جرادة، والتي أعلن فيها أصحابها عن تضامنهم المطلق مع معاناة الشاب محمد بنسرية، القاطن بجماعة لمريجة، دائرة عين بني مطهر بإقليم جرادة، الذي يعاني الأمرين جراء المرض الذي ألم به، ويستدعي تنقله إلى المستشفى اﻹقليمي بلعوينات مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيا لإجراء حصص التصفية الكلوية، وما يتطلبه هذا من وسيلة نقل لا يتوفر عليها محمد بنسرية بسبب وضعه الاجتماعي الصعب.
وإضافة إلى مرض الكلي الذي أصيب به المعني بالأمر، فهو يعاني من شلل نصفي. ناهيك عن مضاعفات مرض السكري الذي أصيب به منذ مدة، حيث دفعت به الظروف في إحدى المرات بعد أن أنهى حصص التصفية إلى المبيت بالغابة المقابلة للمستشفى الإقليمي بعد عجزه عن إيقاف سيارة تقله إلى منزله بجماعة لمريجة.
حالة محمد بنسرية تدمع العيون وتدمي القلوب، وتلقى تعاطفا كبيرا من قبل المواطنين، وصلت إلى الطاقم الطبي المشرف على حصص التصفية لمرضى القصور الكلوي الذي يعمل كل ما في وسعه من أجل أن يحظى المريض بحصته من التصفية.
محمد بنسرية يحتاج اليوم إلى التفاتة حقيقية تزيح عنه الغبن الذي يعتصر قلبه، وترفع المعاناة عنه، وتعيد البسمة إلى محياه، فهو لا يطالب بالمستحيل وإنما بالحد الأدنى من الرعاية والاهتمام، وأولها توفير سيارة إسعاف الجماعة القروية لنقله إلى مستشفى لعوينات لإجراء حصص التصفية وإعادته إلى منزله، وتوفير كل ما يحتاجه من أدوية، فهذا أقل ما يمكن أن يقدم لمحمد بنسرية لإيفائه حقه حتى يعود لحياته الطبيعية رغم حجم الألم. فهل تنتصر الحكمة في هذه النازلة أم أن سياسة الأذن الصماء ستبقى سارية ويبقى حلم المريض في سيارة إسعاف مجرد أمنية؟