ذ. عبد المجيد طعام
وأنا أتجول في أزقة ودروب وحارات الفيسبوك العربي والمغربي، صادفت أحد الفيسبوكيين وقد نقل إلى صفحته صورة من صفحة مغنية مغربية من الجيل الجديد، لن أذكر اسمها، كتبت على صفحتها “طززز”، فكان لها أكثر من 13 ألف إعجاب و 18 ألف تعليق…
تفاجأت لهذا الكم الهائل من طنين الذباب ونظرت إلى حالي وحال بعض أصدقائي وصديقاتي الذين يكتبون برؤية تحليلية نقدية جد متقدمة… يكتبون في مواضيع متعددة تخص السياسة والثقافة والفكر والمجتمع والتنوير والحداثة. كما أعرف مبدعين ومبدعات يكتبون الشعر والقصة، لكن كل كتاباتهم تعرف قلة المتابعين، في أحسن الأحوال لا يتجاوز عددهم الأربعين، ومنهم من يضع إعجابا من باب الشفقة على الكاتب…
أمام هذا الوضع الشاذ، تساءلت مع نفسي: كيف لكلمة “طززز” تحصل على هذا الكم الهائل من الإعجاب بينما التدوينات الفكرية ذات التوجه النقدي تبقى تنتظر من يجود عليها بنقرة إعجاب… دون أن أغرق في بحر تساؤلاتي عرفت السر… أدركت أننا نعيش أوج ثقافة “الطززززز”!