عبد القادركتــرة
“بال حمار فاستبال أحْمِرة”، بدأت مقالي هذا بمثل جاهلي عجيب الصياغة، دقيق التركيب، بليغ المعنى، مناسب لحالة الجزائر البلد الجار، المحكوم بقبضة الحديد والنار من طرف جنرالات ثكنة بن عكنون.
هذا المثل له معنى عجيب، ألا وهو : أن الحمار أعزكم الله إذا بال؛ فإنه يستحث بقية الحُمُر على الاستبالة، حتى لو لم تكن بحاجة حينها لذلك، أي حَمَلَهم على البول، ويضرب في تعاون القوم على ما تكهرهه.
والأمثال عند البلغاء تدل على مدلولات دقيقة، مشابهة لحال الشعب الجزائري في أيامنا هذه هو حال كئيب ، لا لما حل به من ظلم حكم جنرالات النظام العسكري واستبدادهم، بل من سخافة مزابله الإعلامية وقنوات صرفه الصحي وجرائده التي لا تصلح إلا لاستعمالها في المراحيض، حتى غدت أضحوكة، يتسلى بها السياسيون افي العالم…
مناسبة هذه المقدمة ما قامت به مزابل الإعلام الرسمي الجزائري وقنوات صرفه الصحي حيث شرعت في النباح والنهيق والزعيق، بمجرد ما نشرت بعض وسائل التواصل الاجتماعي صورة ل”تيفو” ضخم وجميل، يتضمن خريطة المغرب كاملة، رفتعه جماهير رياضية في مباراة “الكلاسيكو” جمعت ريال مدريد وضيفه برشلونة في ملعب سانتياغو برنابيو.
“التيفو” الرائع المُشيد بالعلاقات الأخوية الممتازة والمثالية والتعاون المثمر، بين بلدين جارين، إسبانيا والمغرب، أرعب وأفزع جنرالات العسكري الجزائري و”أبال” كبيرهم “فاستبال” صغارهم وزبانيتهم وأشباه صحافيي مزابلهم، لأن من عادة هؤلاء التُّبَّع ، إذا غضب كبيرهم غضبوا وإذا ضحك ضحكوا وإذا سكت سكتوا وإذا تحدث صفقوا وإذا رقص رقصوا وإذا بال استبالهم….
غضب كبيرهم فأطلقوا العنان لترهاتهم وخزعبلاتهم، خصوصا أن الأمر جاء في طروف صادمة صعبة عليهم، تتعلق باعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء وزكَّت الاقتراح المغربي المتمثل في الحكم الذاتي الحلّ الوحيد الجدي والواقعي، البلد المستعمر السابق للصحراء المغربية والتي يعرف جيدا تاريخها والمؤامرات التي حيكت ضد الوحدة الترابية من طرف النظام العسكري الجزائري الخبيث، والمستقبل سيكشف الحقائق بالوثائق، وهو ما يرعب، أكثر، جنرالات ثكنة بن عكنون.
“التيفو” استفز جريدة “الشروق” الجزائرية الناطقة باسم جنرالات ثكنة بن عكنون، وسارعت مرعوبة ومفزوعة إلى “نفي وتأكيد” الحدث، في آن واحد في ردّة فعل عبثية، عبر مقال نشرته في عددها ليوم 24 مارس 2022، تحت عنوان “هل رفعت جماهير الكلاسيكو لافتة كبيرة احتفالا بعودة العلاقات مع المغرب؟”.
ومما جاء في المقال، بعد أيّام على إعلان الحكومة الإسبانية دعمها موقف الرباط المتعلق بقضيّة الصحراء المغربية المسترجعة، “انتشرت على مواقع التواصل صورة ادَّعى ناشروها أنها للافتة تُعبّر عن الصداقة المغربية الإسبانية رُفعت في مباراة الكلاسيكو التي جمعت ريال مدريد وضيفه برشلونة في ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية الأحد. يظهر في الصورة، التي تداولتها صفحات مغربية يديرها ما يسمى إعلاميا “ذباب النظام المغربي”، جماهير تحمل لافتة رُسم عليها ما يبدو أنه تشابك لقبضتي يَد، إحداها مرفقة بخريطة المملكة المغربية والثانية بعلم إسبانيا”.
وجاء في التعليق المرافق، حسب الجريدة المزبلة: “ليل أمس، تم رفع تيفو (لافتة) عملاق، في الكلاسيكو، لخريطة المملكة المغربية تعبيراً عن الصداقة المغربية الإسبانية، في قلب البرنابيو، معقل ريال مدريد”، وهو ما يعبر فعلا تعبر عن دعم موقف مدريد للرباط بشأن الصحراء المغربية.
بدأ انتشار الصورة التي حصدت مئات المشاركات على مواقع التواصل من فيسبوك وتويتر، بعد إعلان الحكومة الإسبانية في 18 مارس تغييراً جذرياً في موقفها المتعلق بقضية الصحراء المغربية من خلال دعمها موقف الرباط علناً وللمرة الأولى، لتنهي بذلك خلافاً دبلوماسياً كبيراً بين البلدين.
وذكرت بما قاله وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أمام الصحافيين في برشلونة “تعتبر إسبانيا أن مبادرة الحكم الذاتي المُقَدّمة في 2007 (من جانب المغرب) هي الأساس الأكثر جدية وواقعية وصدقية لحلّ هذا النزاع” بين الرباط وجبهة بوليساريو.
ولم تجد المزبلة الإعلامية الجزائرية ما تنفيه لصورة التيفو الذي كان بمثابة خنجر حادّ انغرس في قلب النظام العسكري الجزائري، إلا بالقول أن الصورة قديمة، وليست ملتقطة خلال مباراة الكلاسيكو التي جمعت ريال مدريد وضيفه برشلونة في ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية الأحد 20 مارس وانتهت بفوز النادي الكتالوني 4-0.
فقد أظهر التفتيش عبر محركات البحث أنها منشورة عام 2015 على مواقع مغربيّة، حسب نفس الجريدة، أشارت إلى أن أعضاء من رابطة مشجعي ريال مدريد في الدار البيضاء رفعوا تيفو عملاق خلال مباراة جمعت ناديهم وملقا الإسباني على ملعب سانتياغو برنابيو في العاصمة الإسبانية.
حاول مقال الجريدة الناطقة باسم النظام العسكري الجزائري أن يطعن في الصورة/التيفو، لكن اعترف بواقع الصورة اعترافا بيِّنا واضحا لا غبار عليه، سواء في كان في هذه المباراة أو في أخرى، وبالتالي زكّى الحدث وأكد اعتراف إسبانيا بمغربية الصحراء ضدا على مناورة ومؤامرة جنرالات ثكنة بن عكنون وأزلامه في قصر المرادية وكراكزه في عصابة البوليساريو الذين انتهت مهمتهم وعليهم التيه في الصحراء الجزائرية التي اختاروا جحورها والعيش في سجونها في انتظار أوامر السعيد شنقريحة وعصابته .