محمد أبلعوش
أرقام صادمة تلك التي كشف عنها المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، فحسب مصادر متطابقة، رصد التقرير نسبة كبيرة من تلامذة التعليم الابتدائي و الإعدادي، صرحوا أنهم يدخنون داخل المدارس، فيما أثار التقرير نفسه أن عددا من تلاميذ السادسة ابتدائي وتلامذة الثالثة إعدادي صرحوا أنهم كانو ضحايا تحرش جنسي من طرف المدرسين والأطر الإدارية.
وخلص التقرير نفسه، إلى أن عددا كبيرا من التلاميذ يتابعون دراستهم في ظروف صعبة بمؤسسات تعليمية تفتقر إلى بنيات تحتية أساسية، كالماء والكهرباء والمراحيض، علما أن هذه المرافق هي التي تساهم في تحسين ظروف التمدرس، وتحسين نتائج التلاميذ.
تفشي ظاهرة التدخين داخل الحرم المدرسي، وعلى مرأى من المدرسين والمسؤولين لدليل على ضياع هيبة المدرسة، وهيبة المعلم، وضعف منظومة تعليم بأكملها.
لقد دق جرس الإنذار بضرورة التحرك، واتخاذ الخطوات اللازمة لحماية المؤسسات العمومية، ومواجهة هذه الظاهرة التي ستقود التلاميذ إلى عالم أوسع، وهو عالم المخدرات والجريمة، الأمر يتطلب تظافر جميع مؤسسات الدولة، بداية من الأسرة والإعلام، ودوره في التوعية، فضلا عن تفعيل قوانين الوقاية، وتنقية المناطق المحيطة بالمدارس والإعداديات، والاهتمام بالتعليم الرياضي، وأما السكوت على هذه الظاهرة، سيفتح بوابة الانحراف المبكر، إن لم يتم تحجيمه، والسيطرة عليه، وما يدعو للسؤال، هل ستترك ظاهرة التدخين والتحرش وغيرها من السلوكيات المنحرفة تتفشى بأريحية تامة، راسمة مستقبل مجتمع منحرف من الطراز الأول؟.