حذر متخصصون في علم الأمراض المعدية والأحياء الدقيقة، الثلاثاء 22 نونبر 2022، بالجزائر العاصمة، من الإفراط في تناول المضادات الحيوية، خلال لقاء نظمته شركة “فايزر” فرع الجزائر في إطار الاحتفال باليوم الوطني لمقاومة مضادات الميكروبات والأسبوع العالمي للاستخدام السليم لمضادات الميكروبات، حول مقاومة المضادات الميكروبية والحيوية، وذلك من تنشيط الرئيسة الطبية للشركة بالجزائر فريدة رحال وبمشاركة كل من البروفيسور حنيفة زيان رئيسة قسم الامراض المعدية بمستشفى قطار والبروفيسور نسيمة عاشور رئيسة المخبر بمستشفى “قطار”.
وأجمع المتدخلون على أن الهدف من المائدة المستديرة المنظمة بمناسبة الأسبوع التحسيسي للمقاومة ضد المضادات الحيوية هو التعريف بمشكل مقاومة مضادات الميكروبات لدى عامة الناس ومهنيي الصحة الإنسانية والحيوانية وتوعيتهم بعواقبها.
ووصف الخبراء “مقاومة المضادات الحيوية بأنها الحالة التي لم يعد المرضى يستجيبون فيها للمضادات الحيوية أي الحالة التي لا يتم فيها تدمير البكتريا المسببة للأمراض عن طريق المضادات الحيوية وذلك راجع لعدة أسباب ابرزها التناول المفرط لهذه الادوية.”
وحذرت الأستاذة نسيمة عاشور من الاستهلاك المفرط للمضادات الحيوية مما يؤدي إلى مقاومة قوية للفيروسات والبكتيريا:“ الجزائر من بين ستة (6) دول رائدة في استهلاك المضادات الحيوية” ، مشددة على أنه من خلال تناول المضادات الحيوية ، تُطور البكتيريا آلياتها لمكافحة هذه الأدوية.
ودعت في هذا الصدد إلى إطلاق حملات توعية حول استهلاك المضادات الحيوية تستهدف المجتمع والمهنيين (الممارسين والصيادلة).
وفي حديثها بهذه المناسبة، أشارت الأستاذة حنيفة زيان، رئيسة قسم الأحياء الدقيقة في نفس المؤسسة المتخصصة، إلى “الطفرات التي شهدتها الفيروسات في السنوات الأخيرة، وبالتالي عدم فاعلية المضادات الحيوية الموصوفة“.
كما أشارت الأخصائية إلى الإجراءات التي اتخذتها وزارة الصحة للتعامل مع هذه الظاهرة ، بما في ذلك زيادة عدد المختبرات الميكروبيولوجية التابعة لمختبر معهد باستير، والانضمام إلى التحالف العالمي (منظمة الصحة العالمية ، منظمة الأغذية والزراعة ، برنامج الأغذية العالمي) ، وإنشاء لجنة مشتركة بين القطاعات. لمكافحة مضادات الميكروبات ، بالإضافة إلى تحديث البرنامج الموسع للقاحات الطفولة مع تكييفه مع التطورات في العالم.
وحذرت المتحدثة، حسب ما نقلته وسائل الإعلام الجزائري “ن إمكانية تسبب مقاومة مضادات الميكروبات في حدوث 10 ملايين حالة وفاة في جميع أنحاء العالم كل عام بحلول عام 2050، وهو رقم أكبر من الرقم المرتبط بالسرطان اليوم تضيف مؤكدة على ضرورة التجند والتحرك سريعا للوقاية من الجائحة الصامتة.“
كما كشفت البروفيسور نسيمة عاشور في مداخلتها ان الجزائر تصنف من بين الدول الستة الاولى الاكثر استهلاكا للمضادات الحيوية في مؤشر خطير بالنسبة للصحة العمومية مضيفة بأن نسبة استهلاك هذه الدول الستة وحدها بلغت 70 بالمائة من اجمالي استهلاك المضادات الحيوية في العالم.
وشددت البروفيسور حنيفة زيان رئيسة قسم الامراض المعدية بمستشفى قطار على ضرورة زيادة عدد حملات التوعية لوضع حد للوصف الفوضوي للمضادات الحيوية وكسر سلسلة انتقال الفيروسات ودعم التثقيف الصحي في المدارس والحفاظ على نظافة اليدين كونها العامل الأول لانتقال العدوى.
وأضافت : “المعترف به على نطاق واسع أن مقاومة مضادات الميكروبات هي واحدة من أكبر التهديدات للصحة العالمية، يمكن أن يؤثر على أي شخص ، بغض النظر عن العمر أو البلد، مضيفة أن “1.27 مليون حالة وفاة سنويًا مباشرة من مقاومة مضادات الميكروبات، ونحو 5 ملايين حالة وفاة سنويًا مرتبطة به. في غياب الإجراءات التي تتخذها الحكومات والمجتمعات”.
كما أوضحت الأستاذة حنيفة زيان رئيسة قسم الامراض المعدية بمستشفى قطار أن “مقاومة المضادات الحيوية هي مشكلة تهم الجميع بشكل يومي. نحن جميعًا معنيون، سواء من المتخصصين في الرعاية الصحية أو المواطنين”، مضيفًا أن “الهدف هو العمل بسرعة كبيرة للحفاظ على عمل المضادات الحيوية لأطول فترة ممكنة”.