عبد القادر كتــرة
من شدة الآلام والأوجاع نتيجة تصريحات تجديد نائبة وزير الخارجية الأمريكي، “ويندي شيرمان”، دعم بلادها لمبادرة المغرب بمنح الصحراء حكما ذاتيا، والتي هي بمثابة غَرسُ خِنْجرٍ في صدر جنرالات ثكنة بن عكنون، باشر النظام العسكري الجزائري آخر رقْصة الديك المذبوح وأطلق كلابه من مزابل إعلامه الرسمية وقنوات صرفه الصحي، التي ارتفع عويلها ونباحها ونعيقها، بل بكاؤها ونواحها وأنينها، ورفضت تصديق هذه التصريحات وحاولت تحويرها وتأويلها بما يناسب مزاجها وقطيعها وعبيدها.
ونقلت وكالات الإعلام العالمية والقنوات والمنابر الإخبارية الدولية، بما لا يدع مجالا للشك ولا للتأويل ولا للتحريف إلا مزابل الإعلام العسكرية الجزائرية، التي رفضت حقيقة وواقع تصريحات نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، الواضحة والبيِّنة ودخلت في نوبة هيستيرية مرضية، وحاولت ترويج عكس ما جاء فيها، بل من كثرة غبائها وبلادتها وحُمقها نشرت هذه التصريحات بالحرف والنقطة والفاصلة، وشرعت في تمديدها وتمطيطها وإعطائها معاني سخيفة ومضحكة مثيرة للسخرية والاستهزاء.
وننقل هنا ما نشرته جريدة “الشروق” الناطقة الرسمية باسم جنرالات النظام العسكري الجزائري: “نقلت وسائل إعلام مقربة من النظام المغربي، الثلاثاء 8 مارس 2022، تصريحات محرّفة لنائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، بشأن موقف بلادها من نزاع الصحراء الغربية.
وادعت هذه المنابر الاعلامية، إعلان شيرمان دعم بلادها لمبادرة الحكم الذاتي، في الوقت الذي اعتبرتها المسؤولة الأمريكية “حلا محتملا”، كما يُظهر البيان الذي نشرته وزارتها على موقعها الرسمي.
وكما جرت العادة، قام إعلام النظام المغربي، بتأويل مواقف شيرمان بمناسبة زيارتها إلى الرباط، بنقل تصريحات لها تقول فيها إن واشنطن “تدعم”، مبادرة الحكم الذاتي المغربية في الصحراء الغربية، رغم إن تصريحاتها واضحة حول القضية.
وبالرجوع إلى بيان حول الزيارة نشرته الخارجية الأمريكية وحتى سفارة واشنطن بالمغرب، على موقيعهما الرسمي، يتضح عدم دقة ما نقل عن شيرمان، التي قالت حرفيا: إننا مازلنا ننظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية على أنها جادة وذات مصداقية وواقعية، ونهج محتمل لتلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية”.
وبالمقارنة بين ما تم نقله وما صرحت به المسؤولة الأمريكية، يظهر أن الأخيرة لم تعلن أي دعم للحكم الذاتي، وإنما اعتبرتها خطة واقعية (موقف معبر عنه منذ سنوات وليس جديدا)، لكنها تبقى “حلا محتملا”، إلى جانب مطلب الصحراويين بالاستقلال والذي تتبناه البوليساريو كممثل للشعب الصحراوي.
كما شددت على أن الهدف من هذه العملية السياسية، هو تلبية تطلعات شعب الصحراء الغربية، في إقرار مباشر بعدم اعتراف بلادها بسيادة الرباط على الاقليم وكذا وجود سكان فيه لا علاقة لهم بدولة المغرب، وأكثر من ذلك فهو تأكيد على أن إدارة بايدن قد تخلت عن تغريدة سلفه ترامب حول النزاع.”
أليس ما جاء في هذه الخرقة الإعلامية الجزائرية التي لا تصلح إلا للمراحيض، نموذج للبلادة والغباء والحمق والهبل، يهدف إلى استحمار القطيع الجزائري واستبلاده واقتياده إلى المجهول، وإلهائه وتحويل أنظاره عن اهتماماته وحاجاته الحيوية…
من جهة المغرب، نوه بوريطة في لقاء صحفي مشترك مع المسؤولة الأمريكية، بجودة العلاقات العريقة التي تجمع المغرب والولايات المتحدة، وكذا بكثافة التبادلات الثنائية ومتعددة الأوجه على المستويات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والعسكرية والأمنية.
وأشاد الوزير بشكل خاص بالموقف الثابت للولايات المتحدة بخصوص مغربية الصحراء، وبالدعم الأمريكي لمخطط الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب باعتباره حلا جديا وذا مصداقية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل.
من جهتها، جددت السيدة شيرمان التأكيد على موقف بلادها بخصوص الصحراء المغربية ومبادرة الحكم الذاتي، منوهة بمساهمة المملكة في مسلسل السلام في الشرق الأوسط وكذا في الحوار بين الفرقاء الليبيين.
كما سجلت المسؤولة الأمريكية أن العلاقات بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية التي يعود تاريخها إلى 1778، وهي السنة التي شهدت توقيع معاهدة الصداقة، ما فتئت تتعزز بفضل التبادلات الثنائية وتطابق وجهات النظر إزاء مختلف القضايا الاقليمية والدولية.
وأبرزت الدبلوماسية الأمريكية، في هذا البيان، دعم واشنطن لمخطط الحكم الذاتي الذي اقترحته المملكة، ونوهت بالدور الإقليمي الذي يضطلع به المغرب في مجال التعاون الأمني.
ومن بين الوسائل الإعلام الدولية نشير إلى بعض ما أورده الموقع الإعلامي الدولي “القدس العربي”: جددت واشنطن دعمها لمخطط “الحكم الذاتي” الذي يقترحه المغرب منذ سنة 2007 حلا نهائيا للنزاع حول أقاليم الصحراء، بمنحها إدارة ذاتية تحت السيادة المغربية.
جاء ذلك في البيان المشترك الذي صدر عقب استقبال وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة، الثلاثاء 8 مارس 2022، نائبة وزير الخارجية الأمريكي، ويندي شيرمان، التي تقوم بزيارة إلى المملكة، ضمن جولة تشمل تركيا وإسبانيا والجزائر ومصر.
وترأس المسؤولان المغربي والأمريكي جلسة الحوار الاستراتيجي بين واشنطن والرباط، حيث بحثا عددا من القضايا السياسية الإقليمية، كما ناقشا أهمية تعزيز وحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية.
وقالت ويندي شيرمان إن “الولايات المتحدة تواصل اعتبار المخطط المغربي للحكم الذاتي جادا وذا مصداقية وواقعيا، وذلك باعتباره مقاربة تستجيب لتطلعات سكان المنطقة“.
وذكر البيان المشترك أن الطرفين أعربا عن دعمهما “الثابت” للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة، ستافان دي ميستورا، في قيادته للملف السياسي المتعلق بالصحراء، تحت رعاية الأمم المتحدة.
كما استحضر بوريطة وشيرمان الإعلان المشترك الموقع في 22 كانون الأول/ ديسمبر 2020 من قبل المملكة المغربية والولايات المتحدة ودولة إسرائيل، والذي يكرس الاعتراف الأمريكي بالسيادة الكاملة للمملكة على صحرائها، فضلا عن مناقشتهما سبل تعزيز هذا التعاون. ونوهت المسؤولة الأمريكية، في هذا الصدد، بمواصلة تعميق العلاقات بين المغرب وإسرائيل.
وأبدى الطرفان، وفق البيان، عزمهما على مواصلة التعاون في القضايا ذات الاهتمام المشترك مثل السلام والازدهار الإقليمي وتنمية إفريقيا والأمن الإقليمي والحرب ضد الجماعات المتطرفة.
وأعربت الدبلوماسية الأمريكية عن تقديرها للدعم المغربي المتواصل للتدريبات العسكرية متعددة الأطراف في إطار “الأسد الإفريقي”. كما أكدت على ريادة العاهل المغربي محمد السادس في تنفيذ “أجندة إصلاحية كبرى”.
وكان الاجتماع فرصة لإعادة تأكيد الالتزام بالعلاقات طويلة الأمد بين المغرب والولايات المتحدة والتي تعود إلى معاهدة السلام والصداقة عام 1787.”