قاسم حدواتي
تقوم خلال الأسبوع الجاري، بإقليم فجيج، لجنة مكونة من ممثلي وزارة إعداد التراب الوطني و التعمير وسياسة المدينة_ برنامج التثمين المستدام للقصور والقصبات بالمغرب، عمالة إقليم فجيج ببوعرفة، المجلس الإقليمي لفجيج، بجولات ميدانية بهدف معاينة وتكوين رؤية شاملة حول بعض القصور، من حيث تموقعها، عدد منازلها و أبوابها…، وتعرف هاته الجولات، تتبعا فعليا لعامل الإقليم،، ورئيس المجلس الإقليمي، وكذا مساهمة مباشرة وفعلية لكل الشركاء في إنجاز مضامين البرنامج، من أجل بناء رؤية شمولية، تمكن من الاستفادة من المؤهلات التنموية بالإقليم عموما، ومجال القصور والقصبات وكل ما تزخر به من مؤهلات على الخصوص.
و جاء في توصيات محمد ضرهم، عامل الإقليم في الموضوع، “إننا اليوم أمام واجب تقويم و تقييم القصور المستهدفة، بغرض تعزيز مكتسباتها، ومعرفة نقائصها، لهذا وجب الإنكباب من أجل إنجاز الدراسات الضرورية الخاصة بالبرنامج، كما أوضح أن الاهتمام بالقصور والقصبات، وبالسكن في المجال القروي ظل ولازال ضمن أولويات العمالة، للسعي إلى تطوير مقاربة التدخل وتعزيز طابعها الشمولي المندمج، وضرورة اعتماد التقائية وتكاملية أدوار مختلف المتدخلين أصبح جد ضروري، للرفع من وقع آثارها إيجابا على نمط حياة الساكنة وعلى مردوديتها الاقتصادية والاجتماعية، و أن هذا البرنامج يتوخى منه تنمية مجالية مستدامة تستهدف سكان و قاطني القصور والقصبات، معتبرا أن العناية بها كتراث معماري، يحظى بالعناية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، لما له من أثر إيجابي على النسيج العمراني العتيق، و لدوره الاقتصادي والاجتماعي بالنسبة للمواطنيين، كما شدد على أن أهمية هذا البرنامج تكمن في استهدافه لمجال جغرافي يتسم بالهشاشة وضعف البنيات التحتية، لتثمين هوية هذا المجال بأبعاده الثقافية و التاريخية والاجتماعية، مبرزا على أن البرنامج، وجب أن يتسم بمنهجية قوامها القرب والإنصات ومنطق التشارك وخلق الالتقائية مع كل الفاعلين، داعيا إلى تعزيز عمل الفريق المشرف على إنجاز مضامين البرنامج، لبلورة مشاريع المرحلة المقبلة بغية تحقيق العديد من الأهداف المحددة، مع وضع جميع الوسائل اللازمة والاستجابة لمعايير الجودة، والحفاظ على التراث المعماري.
فيما صرح الحسين السعداوي، رئيس المجلس الإقليمي، على أنه يتم تنفيذ برنامج تأهيل قصور إقليم فجيج، يعد ثمرة عقد شراكة بين وزارة إعداد التراب الوطني و التعمير وسياسة المدينة_ برنامج التثمين المستدام للقصور والقصبات بالمغرب، المجلس الإقليمي لفجيج، عمالة إقليم فجيج، وذلك من أجل ترميم ورد الاعتبار ل7 من القصور بالإقليم، قصر زناقة بفجيج، قصر تكوميت، قصر بني يطي ببوعنان، قصر تامسلمت ببومريم، قصر دويرة السبع القديمة ببني تجيت، قصر عين الشعير بعين الشعير، و قصر غزوان بتالسينت، مع تحسين ظروف عيش ساكنتها، تقوية قدرات الفاعلين الجماعيين والجمعويين، و خلق أنشطة مدرة للدخل على مستوى هاته القصور التي تشكل ثروة نوعية تميز المنطقة، مطالبا بالتنسيق وتوحيد جهود كل المتدخلين، مع اعتماد منهج المقاربة التشاركية.
كما أوضح بوشعيب لعلو المنسق المحلي لبرنامج تأهيل القصور و القصبات، أن الوزارة أولت أهمية بالغة للأنسجة العتيقة، خاصة منها القصور والقصبات، وذلك في إطار تنفيذ التوجيهات الملكية السامية الداعية إلى وجوب الاعتناء بالرأسمال اللامادي والتاريخي والثقافي، والتراث المعماري والهندسي، والسعي إلى تحسين ظروف عيش الساكنة بكل ربوع المملكة عموما، كما تسعى الوزارة الى الرفع من العرض السكني، والتقليص من العجز المسجل في إطار مقاربة شمولية تستهدف معالجة مختلف تجليات السكن غير اللائق.
مضيفا أن هذه المحاور تهم إنجاز الأشغال المتعلقة بالترميم وإعادة الاعتبار للقصور والقصبات المستهدفة، إنجاز أنشطة مدرة للدخل و فرص الشغل لفائدة ساكنتها، و تقوية قدرات الفاعلين المحليين، من أجل المشاركة الفعالة في التثمين المستدام للقصور والقصبات، وتأهيلها في إطار عمليات نموذجية مع الاشراك الفعلي لهم.
فيما أبرز باقي المتدخلين من ساكنة القصور المبرمجة، على ضرورة الاهتمام بالقصور والقصبات، داعين إلى بذل المزيد من المجهودات لتحقيق الأهداف الكبرى للبرنامج، من أجل استشراف واعد، و الاندماج في الدينامية التنموية التي يشهدها المغرب، وكذا للحد من ما تواجهه هاته المعالم الأثرية التي تعتبر أرشيفا حيا على تاريخ المغرب وتقاليده الضاربة في القدم ، وعلى حضارة متفردة في كل عهد وحدث تاريخي عاشته المملكة، مع السهر على وضع إجراءات وقائية لمواجهة الكوارث الطبيعية.