عبد العزيز داودي
تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي ببلاد “الخاوا” مقطع فيديو مؤثر ومؤلم جدا، تظهر فيه طفلة على سرير مستشفى وهي جثة هامدة، حيث لم تستطع إدارة المستشفى مدها بالأوكسيجين، والنتيجة طبعا كانت هي الاختناق.
والأكيد أن الحادث ليس بالمنعزل، بل سبق أن نشرت فيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي تبين هول الكارثة، وتصارع الجزائريين مع الأطقم الطبية لنيل قارورات الأوكسيجين. ورغم فظاعة مشاهد الموتى والمرضى وهم يئنون تحت وطأة الفيروس الملعون، إلا أن نظام العسكر مازال يخفي الحقائق عن الشعب، وتحديدا ما تعلق بطبيعة المنظومة الصحية التي انهارت تماما، ولم يعد بمقدور المستشفيات العمومية والخاصة إيواء المرضى، وبالأحرى التكفل بهم.
وارتباطا بنفس الموضوع، فقد ذكرت النقابة الوطنية للأطباء أن كورونا أودت بحياة ما لا يقل عن 191 طبيب و 240 من مهنيي قطاع الطب، بالإضافة إلى إصابة أزيد من 17000 عامل في القطاع الصحي بفيروس كورونا. وأمام هذا الوضع، لم يجد النظام من سبيل سوى فرض حجر صحي من الثامنة ليلا إلى السادسة صباحا في أكثر من 35 ولاية، وهو إجراء اعتبره الجزائريون غير كاف للحد من انتشار فيروس كورونا على اعتبار أن عملية تلقيح المواطنات والمواطنين بطيئة جدا.
وإلى جانب الحالة الوبائية، فما زال الجزائريون يعانون من النقص الحاد في المياه الصالحة للشرب، وهو ما دفع بالنظام إلى ترشيد استعماله، حيث تزود الساكنة ساعتين كل يومين، وفي بعض الولايات كل أربعة أيام. أما الطوابق العليا للعمارات السكنية فمحرومة من المياه بشكل مطلق. وأصبح عاديا أن نرى طوابير من البشر تنتظر دورها لاقتناء الماء وملئها في صهاريج معدة لذلك، ومثبتة فوق أسطح العمارات أو في الشرفات.
منظر لم تملك وكالة الأنباء الجزائرية التصريح بأن تثبيت الصهاريج فوق الأسطح يسيء إلى جمالية المدن، وأضافت أن ذلك ممنوع قانونا ويعرض صاحبه للمساءلة.
بين قطرة ماء إذن وقارورة أوكسيجين انحبس طموح الجزائريين في العيش الكريم…