في مستهل اجتماعه الدوري، ليوم الثلاثاء 12 مارس 2024، تَوَجَّهَ المكتبُ السياسي لحزب التقدم والاشتراكية إلى جلالة الملك، وكافة أفراد الأسرة الملكية الكريمة، وإلى عموم الشعب المغربي، بأطيب المتمنيات وأجملها، بمناسبة حُلولِ شهر رمضان الفضيل.
مُطالبة الحكومة بمراقبة أسعار وجودة المواد الاستهلاكية
وفي سياق شهر رمضان الأبرك، دعا المكتبُ السياسي الحكومةَ إلى الحرص الشديد على مراقبة الأسعار، وخاصة بالنسبة للمواد الاستهلاكية، واتخاذ كل ما يلزم من تدابير حفاظاً على القدرة الشرائية للمغاربة التي لا تَزالُ تعرفُ تدهوراً مُــطَّــــرداً. وبهذا الصدد، يُطالبُ حزبُ التقدم والاشتراكية بالمكافحة الفعلية للمضاربات وللادخار السري للسلع، ولكل الممارسات التجارية غير المشروعة، دون إغفال مراقبة جودة المنتجات المعروضة للبيع في الأسواق الوطنية حمايةً للصحة العامة.
رفضٌ واستهجانٌ إزاء تحريف مواقف الحزب بخصوص مدونة الأسرة
من جانب آخر، يؤكد المكتبُ السياسي على أنه ما فتئ يدعو إلى أن يكون النقاشُ العمومي حول إصلاح مدونة الأسرة، منذ انطلاق هذا الورش، نقاشاً مسؤولاً وهادئاً وناضجاً.
كما يؤكد على أن حزب التقدم والاشتراكية تَــقَدَّمَ بمذكرةٍ تتضمن مقترحاتٍ واضحة في إطار تَـــــقَـــيُّـــدِهِ بدستور بلادنا وما يتضمنه من ثوابت جامِعة للأمة المغربية، ومن ضمنها ثابت الدين الإسلامي الحنيف.
على هذا الأساس، سيواصل الحزبُ، كما كان دائماً، ترافعه عن مواقفه التحديثية التي تَنشُدُ المساواة التامة بين المرأة والرجل. ويؤكد الحزبُ على أنَّ قوة اقتناعه بمواقفه واستماتته في الدفاع عنها يَـــتِــمَّــانِ في إطار احترامه العميق للمواقف والتوجَّهات الأخرى مهما كانت مختلفة مع تصوراته.
وإذ يسجل حزبُ التقدم والاشتراكية أسفه الشديد، بالنظر إلى أن البعض لا يتقيد باحترام توجهات الآخرين ومواقفهم، فإنه يُعرب عن امتعاضه إزاء اللجوء إلى تحريف وتزييف، بل وتشويه، مواقف حزبنا ومقترحاته بخصوص مراجعة مدونة الأسرة، إلى درجة استعمال أسلوب الكذب والافتراء في قضايا لها حساسيتها الخاصة بالنسبة للمغاربة.
كما يعرب الحزبُ، بهذا الصدد، عن رفضه واستهجانه لاعتماد أسلوب خطير يقوم على إطلاق اتهامات باطلة، بما تنطوي عليه، بشكلٍ مقصود، من “تخوين وتكفير وتجريم”.
إنَّ حزبَ التقدم والاشتراكية يؤكد على أنه لم يلجأ، ولن يلجأ أبداً، إلى مثل هذا الأسلوب الذي يُسيءُ لأصحابه أكثر من إساءته لأيِّ أحد آخر. فالمغاربة يعرفون جيداً اتزان مواقف حزب التقدم والاشتراكية المسؤولة، وخاصة في موضوع مؤسسة الزواج الذي يَعتبره الحزبُ مؤسسةً اجتماعية أساسية تتأسس عليها الأسرةُ وتقوم حصريًّا على العلاقة الشرعية بين الرجل والمرأة، ويتعين أن ترتكز على المساواة الكاملة بينهما.
تفاعل أولي من الحزب مع المنشور الحكومي المتعلق بقطاع الهيدروجين الأخضر
على صعيد آخر، تناول المكتبُ السياسي منشور تفعيل “عرض المغرب” من أجل تطوير قطاع الهيدروجين الأخضر، والذي بادرت الحكومةُ إلى إصداره تفعيلاً لتوجيهاتٍ ملكية سامية.
بهذا الشأن، يُؤكد حزبُ التقدم والاشتراكية على أهمية هذا الورش الذي يتعين أن يقوم بدايةً على خدمة المصلحة الوطنية، وأن يستجيب للانتظارات المتصلة به، ولاحتياجات صناعة الهيدروجين الأخضر، من أجل جعل المغرب فاعلاً رائداً وتنافسيًّا في هذا القطاع ذي الآفاق الواعدة، ارتكازاً على المؤهلات القوية لبلادنا، وبما من شأنه أن يُمكِّـــــنَهَا من لعب دور محوري في مجال الانتقال الطاقي.
وفي انتظار أن يقوم الحزبُ بتحليلٍ أوسع لهذا الموضوع من كافة جوانبه وأبعاده، فإنه يدعو الحكومةَ إلى أن تقدِّمَ للبرلمان وللرأي العام الوطني جميعَ تفاصيله وحيثياته، لا سيما فيما يتعلق بطبيعة ومدى أثره على نسيج الاقتصاد الوطني والمقاولات الوطنية، حتى لا يكون إنتاجُ صناعة الهيدرجين الأخضر مُخَصَّصًا للتصدير فقط، بالإضافة إلى مدى مراعاة هذا القطاع الطاقي الجديد للجوانب البيئية والإيكولوجية.
الاحتقان في أوساط طلبة الطب والصيدلة وفي القطاع الصحي: على الحكومة إجراء حوارٍ مثمر يفضي إلى حلول سريعة وناجعة
من جهة أخرى، تداول المكتبُ السياسي في الاحتقان المتصاعد بالنسبة لطلبة الطب والصيدلة الذين يواصلون مقاطعتهم للدراسة والامتحانات منذ أزيد من ثلاثة أشهر، وأيضاً على ساحة قطاع الصحة، من خلال تواتر إضرابات شغيلة القطاع بجميع مكوناتها.
بهذا الصدد، يُعربُ حزبُ التقدم والاشتراكية عن قلقه البالغ إزاء هذه الأوضاع ذات التداعيات الوخيمة، سواء على السنة الجامعية بالنسبة لطلبة الطب والصيدلة، أو على الخدمات الصحية في المستشفى العمومي، مع ما لكل ذلك من انعكاساتٍ وخيمة، آنية ومستقبلية، على ورش تعميم التغطية الصحية وعلى إصلاح منظومة الصحة ببلادنا.
على هذا الأساس، يدعو حزبُ التقدم والاشتراكية الحكومةَ إلى التحلي بفضيلة الحوار وبالروح البنَّاءة، من أجل إجراء نقاش جدِّي وفوري مع المعنيين، بما يُفضي إلى تجاوز هذه الأجواء المتوترة، وإلى إيجاد حلولٍ سريعة ومناسِبة للإشكاليات والمطالب المطروحة.
إدانة استمرار العدوان الصهيوني على فلسطين وإشادة بالمساعدات المغربية
وتوقف المكتبُ السياسي، مرة أخرى، عند العدوان الصهيوني الإجرامي في حق الشعب الفلسطيني، والذي يتواصل مع حلول شهر رمضان.
ويُدين الحزبُ هذا العدوان الإرهابي الذي يُعَرضُ شعبَ فلسطين في غزة إلى أبشع أشكال التقتيل والتدمير والتجويع والتشريد، أمام تواطؤ الجزء الأكبر من المنتظم الدولي وانعدام أي إرادة سياسية حقيقية من قِبَلِهِ، وخاصة لدى البلدان الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، من أجل فرض وقف فوري ودائم لإطلاق النار وإفساح المجال أمام مرور المساعدات الإنسانية.
في هذا السياق، أشاد المكتبُ السياسي بمبادرة بلادنا، بتعليماتٍ ملكية سامية، إلى إطلاق عملية إنسانية تتمثل في توجيه مساعداتٍ غذائية تتكون من عشراتِ الأطنان من المواد الغذائية الأساسية، عن طريق البر، وتحديداً عبر معبر كرم أبو سالم الحدودي، لأول مرة منذ بداية العدوان قبل خمسة أشهر، وذلك لفائدة الشعب الفلسطيني في غزة والقدس.
حياة الحزب الداخلية
أما على مستوى الحياة الداخلية للحزب، فقد تدارس المكتبُ السياسي الأنشطة المشتركة المقترح برمجتها مع الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية. كما تناول برمجة أنشطة مختلفة لفروع الحزب أثناء شهر رمضان الأبرك، مُوَجِّهاً نداءه إلى كافة هياكل وتنظيمات الحزب من أجل الانخراط القوي في هذه الدينامية، بارتباطٍ مع مبادرات وخطوات تحريك عمل الحزب في المستويات الإقليمية والمحلية.