أحمد الرمضاني
لم تشف الندوة الصحفية التي عقدها مكتب المولودية الوجدية لكرة القدم غليل عدد من أنصار الفريق الذين تفاوتت ونباينت مطالبهم وانتظاراتهم، خصوصا تلك عبر عنها نشطاء على موقع التواصل الإجتماعي ” فيس بوك”.
ونشط الندوة التي احتضن فعالياتها مركز التكوين التابع للنادي، ضحى يوم الأربعاء 3 يوليوز الجاري، كل من رئيس المولودية الزياني المدني، والناطق الرسمي للفريق الحسن مرزاق، فيما سير فقراتها المسؤول الإعلامي بالفريق عبد القادر بداوي.
وكشف المدني وهو يجيب عن أسئلة مختلف ممثلي وسائل الإعلام الحاضرة في الندوة، أنه في حال ما إذا رغب الرئيس السابق للفريق محمد هوار العودة لرئاسة المولودية، فانه لن يتردد – بحسبه- عن التخلي له عن مقود القيادة.
وبخصوص موضوع الرئيس السابق دائما نزه مرزاق الأخير من أي استغلال سياسي أو حزبي للفريق، بل ذهب إلى القول بأن المولودية ذهبت ضحية صراع سياسي أو ما وصفه بسوء فهم وتواصل مع المسؤول الأول عن تدبير الشأن المحلي بالمدينة، داعيا في الوقت ذاته إلى التساؤل عن أسباب توصل المولودية بدعم سخي يقدر ب 600 مليون سنتيم من قبل مجلس جهة الشرق والمجلس الاقليمي المحلي، بمجرد استقالة هوار الذي كان هو الآخر طرح هذا التساؤل خلال إحدى الجموع العامة الملغاة للفريق…
وجوابا عن بعض الأسئلة المتعلقة بمالية الفريق، أشار رئيس المولودية أنه لا يزال ينتظر تأشير خبير محاسباتي على الوضعية المالية لمناقشتها والنظر فيها، أما بخصوص المبالغ المالية التي سحبت على عهد لجنة تصريف الأمور الجارية للفريق، قبل أن يتسلم مشعل الرئاسة، والتي يروج أن عضوا سابقا بالمكتب استخلصها كحقوق له على ذمة مالية الفريق، فقد كشف مدني أنه قام بمراسلة المعني بالأمر، وهو تحديدا مدير الشركة الرياضية إدريس وراوي، عبر البريد المضمون، بغرض الادلاء بالاثباتات التي تؤكد دائنيته للفريق، أما فيما يتعلق بالمبلغ الحقيقي للديون المتراكمة على عاتق الفريق فحددها المتدخل في 9 ملايير و700 مليون سنتيم، منها ما يزيد عن 3 ملايير سنتيم لفائدة الرئيس السابق محمد هوار، و3 ملايير سنتيم لفائدة لاعبين ومدرب الفريق السابق عبد السلام وادو، و3 ملايير لفائدة ممونين. وعلاقة بالموارد المالية للفريق، كشف مرزاق عن عدم توصل الفريق بعائدات كراء حانة المشروبات الكحولية التي هي في ملكية الفريق، والتي تقدر بما مجموع 200 مليون سنتيم، كما دعا إلى النظر في القطعة الأرضية التي فوتت إلى شركة العمران.
وجوابا عن سؤال حول ما ان كان المكتب الحالي قد وضع ضمن أولوياته رفع منع الانتدابات عن الفريق، أجاب الناطق الرسمي بأن ذلك غير ممكن نهائيا في الظرف الحالي، ووفق الإمكانيات المتاحة، وهنا طرح مرزاق مشكل العمل القاعدي، الذي رأى أن الإهتمام به يبقى ضامن لاستمرارية وصمام الأمان لأي فريق في مواجهة التحديات والنوازل الطارئة… ويضيف مرزاق أنه بالنظر لصعوبة رفع هذا المنع فان الحديث عن تحقيق الصعود يبقى هو الآخر غير ممكن على حد تحليل مرزاق.
وخصوص استقالة المكتب الحالي مادام انه فشل في إنقاذ الفريق من النزول الى القسم الثاني، أجاب مرزاق أن المكتب الحالي منتخب لولاية من أربع سنوات، والحديث بحسبه عن استقالة جماعية للمكتب غير مطروح، في انتظار انعقاد الجمع العام للفريق الذي يمكنه ان يفرز مثل هذه القرارات.
واعتبر مرزاق وضعية المولودية المتأزمة ما هي إلا صورة مصغرة لواقع مدينة منكوبة ومعزولة ومهمشة من قبل الجهات الحكومية، خصوصا بعد اغلاق الحدود ومنافذ التهريب التي كان تنعش اقتصاد المدينة والجهة، على حد قوله.
وعاد مرزاق ليؤكد ما قاله في مناسبة سابقة على أن هذه الربوع من المملكة الشريفة، في حاجة ملحة إلى تدخل ملكي عاجل يعيد إليها الحياة من جديد، لكن هذا لم يمنعه من القول بخصوص واقع سندباد الشرق المقلق جدا، يفرض أن يتحمل الجميع مسؤوليته و في مقدمتهم السلطات المحلية التي عليها أن تتدخل بما تراه مناسبا لإخراج الفريق من هذا النفق المظلم، والا سيوقع الفريق على شهادة وفاته.
هذا وكان للناطق الرسمي لفريق المولودية الوجدية لكرة القدم الحسن مرزاق نصيب الأسد من التدخلات والإجابة عن تساؤلات رجال الصحافة، بينما كانت تدخلات رئيس الفريق المدني الزياني، الذي كان يبدو متوترا ومهموما ومتحفظا في ان واحد، كانت أي تدخلاته محدودة… فيما بدا مرزاق أكثر انشراحا و أفقه لسانا، وعبر عن استعداده للإجابة عن أي سؤال كيفما كان وزنه ونوعه، كما أنه لم يفوت الفرصة ليدافع عن نفسه، وينفي عنه أي تدخل سلبي في شؤون الفريق أو تطفل منه في أمور ليست من اختصاصه، منذ أن التحق بالفريق على فترات متقطعة منذ قدوم محمد هوار إلى الوقت الراهن، على حد تعبيره.
الندوة الصحفية للمولودية رآها البعض لم تأت جديد، واعتبر انعقادها كعدمها، مادامت بحسبه أعادت فقط تشخيص الوضعية دون تحديد وصفة للعلاج ، بينما رأى البعض الآخر أنها جاءت فقط لامتصاص غضب الأنصار، الذين كانوا يلومون مكتب الفريق على عدم التواصل، في انتظار انعقاد برلمان الفريق الذي يضع واقع وآفاق الفريق تحت المجهر.