الناظور: نايرة دشاني
هي إفريقيا، رقعة لا تؤمن بالحدود، من كوناكري كانت تذكرة العبور، رحلة قطعتها أمينتا إلى المغرب وكلها أمل في معانقة حلمها كبطلة في كرة السلة، لتحط الرحال بمدينة تطوان بوابة الاندماج، ومن هناك انطلق قطار الكفاح، مرورا بالعاصمة الرباط حيث قضت هناك عامين في كنف الفتح لكرة السلة، تجربة أهلتها لتركب قطار التحدي من جديد، والوجهة هذه المرة إلى مدينة الناظور، هنا وعلى بعد قوسين أو أدنى تقترب آمينتا خطوة خطوة من حلمها المنشود، حيث انضمت من جديد لفرقة الناظور لكرة السلة كلاعبة ومدربة…
هذه السمراء الجميلة بطريقتها، القوية في سعيها، بكل تحد وعزم مصرة على رسم لوحة الحلم الآتي من بعيد.. حلم شامخ في العودة إلى بلادها كلاعبة في الفريق الوطني، علها يوما ترفع راية بلادها مرفرفة في العلياء.
وإلى أن يتحقق الحلم، تعمل آمينتا كعاملة ميدانية مع جمعية ثسغناس، حيث تساعد النساء المهاجرات على الولوج إلى المرافق العمومية (المستشفى، المدرسة…)، وتأسف لما تعانيه بعض المهاجرات في الغابات المجاورة من إهمال، بل حتى أولئك اللواتي يقطن بالناظور.. تحكي وبكل حرقة عما يطالهن من إقصاء.. فقد رافقت في إحدى المرات مهاجرة إلى المستشفى للاستفادة من خدمات التوليد لتتفاجأ بتماطل وتأخر في تقديم الإسعافات، الشيء الذي جعل المرأة تضع مولودها في قاعة الاستقبال…
حادث لم يؤثر على قناعة آمينتا بكرم ضيافة المغاربة وحسن معاملتهم. تقول بنبرة كلها حب وإعجاب: “أنا سعيدة في المغرب، أحس أنه بلدي”، وكيف لا ومنه انطلقت لتصنع الأمل…