باريس: بوعلام غبشي
تمخزن بعض الأحزاب أكثر من المخزن نفسه هي حقيقة تؤكدها الممارسة اليومية لزعمائها.
فإن كان المخزن التقليدي يعرف كيف يتكيف مع اللحظة السياسة بدهاء، ولا يتردد في إظهار “القلب الكبير” تجاه منتقديه عندما تستدعي ضرورة التدبير المرحلي ذلك، نجد مسؤولي أحزاب يمارسون “الأمانة العامة” بديكتاتورية قطعية تجاوزت طبيعتها الأنظمة الأكثر قمعا في العالم، فلا مجال للانتقاد في “ضيعاتهم” السياسية، ومن يختلف مع “الزعيم” مآله “أرض الله الواسعة”.
وهؤلاء “الزعماء” يعتقدون أنهم فوق الجميع، حتى أسئلة الصحافيين، لا يجب أن تزعجهم وإلا ستكال لهم جميع الشتائم. يحاولون ترهيب الصحافيين الجادين والأكفاء بطريقة مقززة، الذين يجتهدون في رفع مستوى النقاش السياسي ويعملون في صمت لتجاوز لغة “العام زين” التي تغازل غرور “زعماء” من خشب.
الاتهامات التي وجهها مسؤول حزبي من قوى اليسار، للأسف، لصحافي، كان يقوم بدوره في محاولة انتزاع أجوبة حقيقية منه، تفيد أن الصحافي في المملكة بات كذلك “الحائط القصير “، يمكن أن يعتقل ويسجن ويهان دون أي رد فعل تنديدي أو عقابي حتى من الجسم المحسوب عليه للأسف. إنه أمر محزن حقا…