عبد العزيز داودي
أيام قليلة تفصلنا عن تخليد إحدى شعائر ديننا الحنيف، وهي الاحتفال بعيد الأضحى المبارك الذي يفهمه الكثير من الشناقة على أنه التضحية بجيوب بسطاء هذا الوطن، حيث تشكل هذه المناسبة عبئا ماليا ثقيلا لا قبل لأغلبية الأسر عليه، بل إن العديد من الأسر تلجأ إلى الاقتراض لاقتناء كبش العديد، وهذا ما يستغله السماسرة والشناقة لإشعال النار في سوق أسعار الغنم، مع الترويج لإشاعات قلة العرض مقابل الطلب الكبير، والذي يتميز هذه السنة بعودة عدد كبير من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج.
وجولة بسيطة في الأسواق أو في الاسطبلات المتواجدة في جميع هوامش مدينة وجدة، تبين بالملموس خيالية الأسعار التي وصلت إلى 5000 درهم للكبش. كما أن الأسواق الكبرى الممتازة بوجدة دخلت هي الأخرى على الخط ولم تدع الفرصة تمر دون أن تغتنمها لحصد المزيد من الأرباح في استغلال فظيع لقدسية المناسبة.
وهكذا قد نجد هذه الأسواق الممتازة تموه الزبائن بأثمنة قد تكون مغرية لكنها خادعة في جوهرها، فأن يباع الكبش بثمن الكيلو ويحدد له مبلغ 52 درهمل للكيلوغرام، معناه أن الثمن الصافي للكيلوغرام الواحد من اللحم قد يتجاوز 120 درهم.
طرق تختلف إذن في الغلاف وفي الماركوتينغ، لكن صميمها واحد هو استغلال مناسبة عيد الأضحى لحصد الأرباح، دون الأخذ بعين الاعتبار الدخل الفردي لملايين الأسر، وطبعا الغائب الكبير في هذه العملية هي وزارة الفلاحة، التي وكما جرت العادة، تأخذ موقف المتفرج، رغم أن الدعم المقدم، وبالأخص لكبار الفلاحين والإقطاعيين، هو من جيوب دافعي الضرائب من بسطاء هذا الوطن الذين عوض أن تكون مناسبة العيد مناسبة للاحتفال وإدخال البهجة والسرور على الأطفال، فإنها تكون عبئا ماليا ثقيلا. فعن أي عيد نتحدث؟؟؟