بقلم عبد الحفيظ حساني
المثقف الإنتهازي هو ذلك الشخص المتذبذب الذي لا يحمل أي قناعات أو مواقف ثابتة… هو مثل ذلك المحامي الرث الذي يرافع بشراسة عن كل من يدفع له الأتعاب بدون مبادئ أو مرجعية واضحة، هو ذلك الوسيط الذي يدافع عن مصالح الجهة المانحة…
المثقف الانتهازي هو ذلك الشخص الذي يكتفي بتصفح مواضيع المنتديات الاجتماعية دون أن يورط نفسه في أي نقاش قد يجلب له المشاكل. وفي العديد من الأحيان يوزع علامات جيم على الأصدقاء والأعداء رغم تناقض المواقف…
الانتهازيون لهم شخصيات وسلوكات متقاربة. حتى في بعض الدردشات والجلسات التنائية في المقاهي، يحاول الانتهازي بشكل سطحي الاطلاع على مستجدات الساحة وقراءة بعض عناوين الفايسبوك والجرائد… يحاول أن يصنع لنفسه قيمة ومصداقية ويحتفظ لنفسه بالكلام في الآخر… وبعد الاستماع لمن قبله يبدأ الحديث بكلمة “لكن” وكأنه من ضيوف الاتجاه المعاكس.
ينطق كرجل كهل مكافح، كاسيا وجهه بجميع الملامح، مع تحريك مجموع رأسه والضغط ببطئ على شفتيه. يتظاهر بأنه الإنسان المتزن والحكيم والفاهم والعارف، ويتباهى بأنه لديه تجربة، بأنه يعرف من أين تؤكل الكتف، وأن لديه أصدقاء نافذون ومعارف، وأن معظم أغراضه يحلها بالهاتف…
إنه مثقف لايت / مدني، ليس له أعداء، ولا يفهم في لغة الحروب والمواجهة. بارع في النفاق، يوزع الابتسامة والتحية على الجميع، لا يدخل في الصراعات التافهة… كل موافقه متذبذبة وغير متجانسة وتتماشى فقط مع خدمة مصالحه…
الانتهازي لا ينتج الموقف، ولا تجده في لحظات الصراع الحاسمة. إنه ببساطة هو ذلك الشخص الذي يصطف إلى جانب الورقة الرابحة.
اللعنة على كل انتهازي.