عبد القادر كتــرة
“الكرة الذهبية: القبائل، البلد الآخر لكرة القدم”، هكذا عنون موقع القبائل المحتلة من طرف النظام العسكري الجزائري مقالا له، من باريس، بعد فوز اللاعب الدولي لكرة القدم ، البطل الأسطورة القبائلي كريم بنزيمة، بالكرة الذهبية، الثانية بعد مواطنه المتوج بالكرة الذهبية الأولى اللاعب القبائلي الأسطورة زين الدين زيدان.
وجاء في مقال الموقع القبائلي “سيوال” : “في الوقت الذي يحصد فيه رياضيون من منطقة القبائل الجوائز لبلدهم، منطقة القبايل التي ستحرر نفسها من الاستعمار الجزائري، فخورة بتكريم بلدهم المضيف، ويتعلق الأمر بفرنسا.”.
“سلّم زيدان، الذي كان العنصر الأساسي الذي أهدى فرنسا كأس العالم لأول مرة في عام 1998 ، تليها الكرة الذهبية في نفس العام الذي شهد ولادة كيليان مبابي، (سلَّم) الكرة الذهبية، مساء الإثنين 17 أكتوبر 2022، لمواطنه كريم بنزيمة، حدثٌ جعل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يعلّق: “(…) بعد 24 عامًا من زيدان، كريم بنزيمة يهدي الكرة الذهبية إلى فرنسا”.
ليس من العبث، يضيف الموقع القبائلي، المراهنة على أن أصغرهم العبقري “مبابي” الذي منح فرنسا كأس العالم للمرة الثانية في عام 2018 ، بأنه سيفوز بالكرة الذهبية عدة مرات، هذه الكأس التي صنعتها مجلة فرانس فوتبول في عام 1956 مكافأة لأفضل لاعب كرة قدم في العالم لهذا العام.”
وللتذكير، “ليازيد زيدان” وهو اسمه الحقيقي القبائلي، من مواليد 1972 ، من أبوين قبائليين، إسماعيل ومليكة، من قرية أجيمون التابعة لاتحاد سليمان في إقليم فجايت في منطقة القبائل، وكريم بنزيما، من مواليد 1987، من أب قبايلي الأصل من تيجزرت من اتحاد الجليل في ولاية فجايت في منطقة القبايل، والدته جزائرية من وهران، أما ” كيليان مبابي”، فهو من مواليد 1998 ، من أم من القبائل، فايزة العماري، من أميزور ، فغايت في منطقة القبايل وأب كاميروني من دوالا.
وأحرز النّجم الفرنسي ذو الأصول القبائلية كريم بن زيمة (34 سنة) جائزة “الكرة الذهبية”، التي تمنحها مجلّة “فرانس فوتبال”، وسُلِّمت له في حفل نظم بِمسرح “شاتلي” بالعاصمة الفرنسية باريس، من طرف مواطنه زين الدين زيدان.
وتصدّر مهاجم المنتخب الفرنسي كريم بن زيمة، لائحة ضمّت 30 لاعبا ينتمون إلى بلدان شتّى، فيما حلّ ثانيا السنيغالي ساديو ماني مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، بينما شغل المركز الثالث البلجيكي كيفين دو بروين متوسط ميدان مانشستر سيتي الإنجليزي.
وجاء تتويج لاعب الخطّ الأمامي لِفريق ريال مدريد الإسباني القبائلي /الفرنسي، بعد أن تألّق بِصورة لافتة هذه السنة، بِدليل أنه ساهم بِقوّة في إحراز “الميرنغي” لقب “اللّيغا” والكأس المحلّية الممتازة ورابطة أبطال أوروبا والكأس الأوروبية الممتازة.
وعلى المستوى الفردي، وقبل حصده جائزة “الكرة الذهبية”، نال بن زيمة القبائلي جائزة الاتحاد الأوروبي لِكرة القدم الخاصة بِأحسن لاعب في موسم 2021-2022، وأفضل لاعب في رابطة أبطال أوروبا للنسخة ذاتها، وأحسن هدّاف لِهذه المنافسة، وهدّاف البطولة الإسبانية للموسم الماضي. فضلا عن تتويجات أخرى قيّمة.
وخلَف كريم بن زيمة قبائليا آخر، ذلك أن زين الدين زيدان كان آخر لاعب دولي فرنسي من أصول قبائلية ظفر بِجائزة “الكرة الذهبية” عام 1998.
وقبل بن زيمة 2022، حاز النّجم الأرجنتيني ليونيل ميسي جائزتَي النّسختَين الماضيتَين 2021 و2019 (2020 لم تُمنح بِسبب جائحة “كورونا”)، مع الإشارة إلى غيابه عن قائمة الـ 30 لاعبا للطّبعة الحالية.
رأى كريم بن زيمة اللاعب القبائلي/الفرنسي النّور بِمدينة ليون الفرنسية عام 1987، من أسرة قبائلية (الأب من بجاية والأمّ من وهران) مُهاجرة ومُستقرّة هناك.
وافتكّ كريم بن زيمة جائزة “الكرة الذهبية” في ظروف مُميّزة، ذلك أنه تعرّض لِحملة شرسة سنة 2015 لِتسويد صورته أمام الرّأي العام (قضية فالبوينا)، كان خلفها الوزير الأوّل الفرنسي ذو الأصول الإسبانية مانويل فالس، ووزيره للرياضة باتريك كانير، ومناضلو اليمين المُتطرّف، والصحافة المحلّية التي تحرّكت بِمهماز، فأُبعد عن منتخب “الزّرق”، قبل أن يُعاد إليه الاعتبار عشية العهدة الثانية للرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، الذي بدا وأنه أعطى إشارة بِاحترام هذا اللاعب الفذّ، فكان له ما أراد!
وهناك معطى آخر، وبِما أن مجلّة “فرانس فوتبال” ليست بعيدة عن الدوائر السياسية في فرنسا، فقد ارتأت إدارتها تنظيم الحفل بِباريس في الـ 17 من أكتوبر، الذي يرمز إلى جرائم ووحشية البوليس الفرنسي ضد المهاجرين الجزائريين، في اليوم والمكان ذاتهما عام 1961. فكان هناك أشبه بـ “المصالحة” في ثوب رياضي، بِمنح ابن مهاجر جزائري بِفرنسا أسمى الجوائز الكروية، وفي يوم ومكان “تاريخيَين”.