فيرجينيا: الولايات المتحدة
وقّع الكاتب العراقي الأمريكي عمر حسين سعيد كتابه “المنيع” في مكتبة كينغزتاون بولاية فيرجينا، بحضور مجموعة من الصحفيين والأكاديميين والقراء والأصدقاء وأبناء المجتمعات المحلية في ولايتي فيرجينيا وميريلاند.
تضمن الحفل جلسة حوارية أدارتها الإعلامية رائدة حمرة مع الكاتب والحضور الذين طرحوا أسئلة حول أهمية الكتاب الصادر عن «الآن ناشرون وموزعون» في الأردن، والرسائل التي يحملها وأسلوبه الأدبي، بالإضافة الى معاني رموز الشخصيات التي لعبت أدواراً رئيسية في القصص.
وتحدث الكاتب عمر سعيد عن تفكك الهوية الإنسانية عند اختلاطها بثقافات متعددة ومن ثم إعادة تركبيها وفق انعكاسات تلك الثقافات على الوعي الإنساني.
وقال سعيد إن الصراع مع الذات يعدّ أصعب الأزمات التي يمر بها الإنسان نتيجة تفكك الهوية وإعادة ترتيبها. وتطرق إلى الصعوبات الأخرى مثل ضغوط التاريخ والماضي على وعي الإنسان وواقعه المعاصر. فبحسب الكاتب «من الممكن للإنسان الهروب من الخبرات المضنية لكن لا يمكنه الهرب من تاريخه».
وأضاف أن «المنيع» يحمل معاني إنسانية وفلسفية، ويتكون كل نص فيه من شخوص وأزمنة وأماكن، كلها عوامل تجتمع في قصة تعكس معاناة الإنسان في المنطقة ومع الحياة ككل.
وأشار إلى أن قصص «المنيع» تطرح أسئلة كبيرة عن الوجود الإنساني ومعاني الحياة الحقيقية، مشيرا إلى أن الكتاب يحتوي 14 قصة، منها القصير جدا الذي لا يتجاوز صفحة واحدة، ومنها الطويل الذي يزيد عن خمسين صفحة.
وأوضح أنه استخدم أسلوبًا كتابيًّا جديدًا لسرد القصص، مبتعدًا عن الإنشاء والسرد المسهب، ومقتربًا من استخدام الرموز والاختزال ليفسح المجال للقارئ للتفكير بطريقته الخاصة بما ترمي إليه القصة.
وتعد هذه القصص فرصة للقارئ لمشاركة الكاتب فهم وتحليل أبعاد القصص التي قد تحدث مع شعوب بأكملها. وفي بعض نصوص المجموعة، التي يحمل غلافها لوحة بعنوان «الحارس المتعب» للفنان العراقي الكندي موفق الرسام، محاولات سردية مختلفة، يقوم السرد فيها على تكسير الإنشاء ووضع طريقة كتابة السيناريو بدلا منه، وهي محاولات لاختزال الأمكنة بشكل مكثف، فنظام السيناريو يتيح الفرصة للانتقال بالأزمنة والأمكنة تحديدا بشكل أسرع وأكثر إقناعا، وفق سعيد.