بقلم ذ. جواد الكحش
ترقب العالم قاطبة أحداث وقوع الطفل ريان ومكوثه في غيابات البئر لمدة تزيد عن أربعة أيام، تزامنت مع مجهودات حثيثة من أطياف المجتمع المغربي وأجهزة الدولة التي تجندت وضحّت من أجل إنقاذ الطفل ريان.
لقد عكست حادثة ريان مجموعة من الفضائل النبيلة لدى البسطاء من أبناء هذا الوطن، وكشفت عن المعدن النفيس وحس التضامن والتضحية والإيثار الذي كنا نسمع عنه فقط في تاريخ تحرير المغرب من براثن الاحتلال.
كشفت حادثة الطفل ريان عن قوة عزائم الرجال، وثبات وصبر المؤمنات التي تجلت للقاصي والداني في تعاطي والدي الشهيد ريان مع هذا المصاب الجلل.
أماطت الحادثة، أيضاً، اللثام عن التفاني والتضحية لكل من شارك في عملية الحفر ومسابقة الزمن دون كلل أوملل، بل وحتى الوصول إلى درجة الإغماء جراء مواصلة عملية الحفر دون انقطاع. مع تشبت رجال الوقاية المدنية بكل بارقة أمل من أجل إنقاذ من ملك حب وتعاطف العالم بأسره.
ومع استحضار خطورة الموقف، وحسن التعاطي معه بكل حنكة وتبصر من طرف الرجال الذين أُسندت لهم مهمة تأمين المكان، وتفادي وقوع الأسوء كالانهيار أو الانجراف في وجود الحشود التي حجت من كل حدب وصوب.
كما شكلت حادثة سقوط الطفل ريان في البئر، محطة للوقوف على فضائل العطف المولوي والحس الإنساني العالي الذي تحلى به العاهل المغربي جلالة الملك محمد السادس في متابعته للحدث، مستحضرا جسامة المسؤولية في الحفاظ على سلامة المواطنين وتعاطفه مع قضية الطفل ريان واسرته.
هذا وبعيدا عن كل ذرات المكاسب القليلة والزائلة التي استهوت بعض من ادعى التعاطف، وغرته السلطة الافتراضية كمؤثر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، فقد كشفت حادثة الطفل ريان عن أنفس ما يزخر به هذا البلد الطيب ملكا ومسؤولين وشعبا.
إنها الفيلانطروبيا أو حب الخير للانسان.