أجرى الحوار: فكري ولدعلي
س: نرحب بك في هذا الحوار؛ والبداية ستكون بتأثير الوضع الوبائي على الساحة الفنية؛ فقد سمعنا أن عددا لا يستهان به من الفنانين والفاعلين في الساحة تأثرت حياتهم بشكل كبير في جائحة كورونا؟.
ج: بالفعل، في الحقيقة القطاع الفني يمر بوضعية صعبة، فقد تتضرر بشكل كبير ولم تلتفت له أية جهة رسمية للنظر لحال هذا القطاع، أو مساعدة المنتمين إليه ولو بالقليل؛ فبعد الخروج من الحجر الصحي الأول استأنفت جميع القطاعات عملها إلا قطاع الثقافة والفن؛ فهو ليومنا هذا يحتضر ومتوقف كليا.
للأسف العديد من العائلات انقلبت حياتها رأسا على عقب بشكل مفاجئ وغير متوقع؛ منهم من تشرد، ومنهم من دخل في حالات نفسية معقدة مثل الاكتئاب الحاد؛ بل وصل الأمر بالبعض بأن طردوا من بيوتهم، ومن ودخلوا السجن بسبب الديون المتراكمة؛ مجمل القول، أن قائمة المشاكل طويلة؛ والقطاع ليومنا هذا لم يجد الإنصاف الحقيقي.
س: وماذا عن النقابات، هل يمكن القول أن تشتتها وتعددها أحد الأسباب المساهمة في إضعاف كلمة الفنان أمام الجهات الوصية؟.
ج: أكيد؛ التشتت النقابي عامل مساهم بشكل رئيسي، فلو كانت هناك نقابة موحدة تضم جميع الفنانين المغاربة لكان الأمر اليوم مختلفا؛ بحيث لا مفر للحكومة والجهات الوصية من الحوار والاستجابة لمطالب الفنانين؛ فكما يقال في الاتحاد قوة.
س: ارتباطا بهذا الوضع؛ هل تتوقعين يوما ما أن يصبح في المغرب وزارة خاصة بالفن، يقودها وزير من المجال؟.
ج: هو حلم جميل؛ ولكن أظن أنه صعب أن يتحقق في هذا البلد؛ هذا ربما يمكن أن يتحقق في دول الشمال، وباقي دول العالم الأول؛ لأنهم في هذه البلدان يحترمون الفن والثقافة والحريات، ويطبقون القانون، ويعاملون الكل سواسية، بعيدا عن العلاقات الشخصية؛ ولا يعرفون في لغتهم وتصرفاتهم مصطلحات (باك صاحبي_شي عراضة_أو هاذي بنت فلان) هذا هو الفرق الجوهري.
س: هل تشعرين أنه ثمة أسباب تعيق مسار شهرتك، فأنت من الأصوات الممتازة والقوية، ولم تأخذي حقك بعد في الوسط الفني العربي؟.
ج: عموما يمكن القول أن الفن في المغرب لم يعد مرتبطا بمؤهلات الفنان وقدراته الصوتية أو التشخيصية أو خبرته الفنية، بل هو تجارة واستثمار؛ بمفهومه السلبي نقول هو بيع وشراء؛ هناك احتكار من نوع خاص، فمثلا القنوات المغربية أصبحت بدورها محتكرة من طرف بعض اللوبيات التي هي بعيدة عن المجال الفني، ويظل همها الوحيد هو التجارة وتحقيق الربح المادي؛ مع هذا الوضع أصبحت قيمة الفنان تقاس بعدد المشاهدات، وليس بقدراته الصوتية أو احترافيته، فكما ترون أصبحت الفضائح و”البوز” هما المتحكمان في من له الحق في الشهرة واعتلاء المسارح والمهراجانات، هذا هو الواقع للأسف الشديد.
س: قريبا من الحياة الشخصية، ماذا غيرت الظروف التي مررت بها في جائحة كورونا؟.
ج: في الحقيقة الكثير من الأمور التي تغيرت، وساهمت أيضا في تعليمي الكثير؛ مثلا اكتشفت أن الاشتغال بالمجال الفني غير آمن بالمرة؛ والسبب أنه قائم على أسس غير متينة، ولا احد يحمي حقوق هذا الفنان، كما اتضح لي في هذه الجائحة أن الفنان المغربي لا قيمة له؛ فلم يلتفت لمعاناته أحد، رغم أنه يساهم هو أيضا في انتعاش اقتصاد البلاد، ويرفع راية المغرب في محافل عالمية عديدة؛ بل الفنان عنصر مهم في المجتمع، ويساهم في إدخال البهجة والسرور لقلوب الناس.
س: ماهو جديدك الفني، وهل تحضرين عملا لجمهورك؟.
ج: حب الجمهور وتشجيعه يلزمك بذلك؛ فرغم الظروف والصعوبات التي نمر بها فلا يمكنني أن أبخل على جمهورنا الحبيب؛ وفي هذا الإطار هناك أغنية جديدة بعنوان: “قلبي مالو” من كلمات: أيوب الروصافي، وألحان: الحاج سعيد الروصافي، وتوزيع :سعيد الديلاي،
ونحضر لتصوير كليب لهذه الأغنية، وبحول الله بالصحراء الشرقية، وبالضبط بمنطقة أرفود ومرزوكة.