عبد المجيد رشيدي
تعتبر الفنانة التشكيلية العصامية كميليا الزرقاني، من الأسماء الواعدة في عالم الفن التشكيلي المغربي، تشتغل برؤية فنية واضحة المعالم، وتطور طريقة عملها من حسن إلى أحسن، دون ملل ولا تكرار على اعتبار قناعتها بالتنوع والبحث عن كل ما هو جديد في عالم الفنون الجميلة.
كانت كميليا الزرقاني، منذ طفولتها تمضي الكثير من الوقت في تأمل الطبيعة في منطقة الشمال التي ترعرت فيها، لترسم لوحات شعرية في خيالها، ثم خربشات بأناملها الذهبية إلى أن شجعها بعض معارفها، خصوصا زوجها وإخوتها، ممن اكتشفوا الحس المرهف واللمسة الفنية الجميلة لديها، وحثوها على تجسيد تلك الصور في لوحات تسر الناظرين.
هكذا كانت بداياتها ترسم أحلامها وطموحاتها، حيث كانت تقضي معظم الوقت في الرسم في عالم خاص بها، ومع الوقت انفتحت آفاق جديدة بالنسبة للفنانة كميليا، فراحت تنهل مما تعلمت بشغف كبير، حيث تعرفت على أعمدة الفن والمدارس الفنية وكل ما هو جديد في هذا العالم الثري والمتجدد إلى ما لا نهاية، وكذلك ساهم التقاؤها بكثير من الفنانين وتشجيعهم لها على الظهور في المعارض الفنية، والخوض معهم في نقاشات جميلة، وحضور بعض الورشات الفنية، كل ذلك ساهم في دخولها الساحة الفنية، فقد رسمت أشياء جميلة، هي الفنانة التي تعشق الرسم فى هدوء الليل، وتفضل أن ترسم وحدها في مكانها الخاص، وفي صمتها وثرثرتها الداخلية.
تعددت الألوان والأشكال والوجوه، وبقي الفن بداخلها يتنامى ويكتمل كزهرة الأقحوان.تأثرت بمحيطها الاجتماعي فارتقى فنها ليكون صورة شاهدة على إبداعها، أرادت أن تكشف عن مشاعر بقيت رهينة الصمت الطويل، فكان الرسم إحساسها، ونبض واقعها، والذي حلق بها إلى فضاءات من الشغف والحب والرغبة إلى ما لا نهاية، تجد نفسها ولدت من جديد مع كل لوحة، لتعود وتبدأ بعنفوان مدهش بلوحات رائعة لاتنتهي، فتكون حياتها متجددة وخارجة من رحم الفن الجميل.
وقالت التشكيلية كميليا الزرقاني: “الرسم هوايتي المفضلة منذ الطفولة، وأجمل أوقاتي هي التي أقضيها مع صديقتي اللوحة وأبثها معاناتي وأحاسيسي، وهي آلتي الموسيقية التي أصوغ على سطحها من خلال ريشتي معزوفتي اللونية، ولكل لوحة مكانة خاصة عندي بحسب حالتي الفنية والروحية وقت الرسم”.
وأضافت كميليا: “الأسلوب التعبيري الذي انتهجته يتوافق مع حالة كل لوحة، فأنا ألعب دور البطولة في أعمالي بإحساسي الداخلي، فأنا العاشقة لكل ما هو جميل، حيث أجسده في رسوماتي لأقدم السعادة الجمالية للمتتبع”.
تبقى أعمال الفنانة كميليا بسيطة وعميقة، فنانة تميزت ببساطتها في الطرح وعمق المضمون لكل عمل تقوم به، وهذا واضح من خلال أعمالها التشكيلية التي رسمتها، كما أنها لا ترسم إلا ما تحس به لينطبع جمالها وتصالحها مع نفس بداخل كل عمل تقوم به، اشتهرت أعمالها بالألوان الجميلة التي أصبحت في كل لوحاتها التشكيلية، والتي لم تستطع أن تتخلى عنها في أي لوحة تقوم بها، وهذا يدل على نعومة الفنانة وأناملها الذهبية الرشيقة المليئة بالحيوية، والتي استطاعت أن تدخل كل ما هو أصيل في لوحاتها بشكل متناسق يبهر المشاهدين وعشاق الفن التشكيلي.