عبد القادر كتــرة
في خطوة غير غريبة عن النظام العسكري الجزائري بسبب غرقه في هلوسة “جنون العظمة” ورعبه من كلّ ما هو مغربي، استقبل الفريق “السعيد شنقريحة” رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الجزائري والحاكم الفعلي للجزائر، فريق نادي شباب بلوزداد قبل سفره إلى الدار البيضاء بالمغرب لإجراء مباراة ضد الوداد البيضاوي برسم ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، وطالبه بإسقاط الفريق المغربي بأي ثمن ولو بالرّكل واللّكم والعضّ والاستفزاز…
لكن جرت الرياح بما لم تشتهيه سفن جنرالات ثكنة بن عكنون الذين تلقوا صدمة أخرى، وحقق فريق الوداد البيضاوي ، وداد الأمة، التأهيل عقب نهاية مواجهتهما إيابا 0-0، مع العلم أنه انتصر في مباراة الذهاب في الجزائر بهدف دون رد.
وكانت المباراة عصيبة خاصة على أصحاب الأرض، حيث إن شباب بلوزداد كان الأكثر هجوما ورغبة في تحقيق الانتصار، ولم يتنفس الوداد الصعداء، إلا بعدما شهدت الدقيقة 89 من عمر المباراة، خوض بلوزداد اللقاء بـ10 لاعبين بعد طرد حارس مرماه توفيق موساوي.
وتأهل الأهلي المصري حامل اللقب ووفاق سطيف الجزائري وبترو أتلتيكو الأنجولي والوداد إلى نصف نهائي النسخة الحالية من البطولة.
هذا الإقصاء الصادم لجنرالات النظام العسكري الجزائري المفلس، ينضاف إلى مرارة سلسلة النتائج السلبية للكرة الجزائرية في الآونة الأخيرة، بعد فشل المنتخب الوطني في الظفر ببطاقة التأهل إلى كأس العالم وتعثره بميدانه أمام ضيفه الكاميروني، سبقه خروج مبكر لمنتخب “ثعالب الصحراء” في الدور الأول من كأس إفريقيا التي جرت أطوارها بالكاميرون.
واعتبر العديد من المحللين الرياضيين هذا الإفلاس الرياضي جاء نتيجة تدخل العسكر وعلى رأسهم قائد الجيش الفريق “شنقريحة”، الذي استدعى لاعبي مسؤولي النادي ولاعبيه قبل سفر الفريق الجزائري، ووجه لهم خطابا حماسيا، وقدم لهم وعودا كبيرة في حالة إسقاط الفريق المغربي فوق ميدانه، الشيء الذي جعل الجماهير الجزائرية تقول بأن تدخل العسكر في الكرة هو الذي سبب كل النتائج المخيبة للشعب الجزائري مؤخرا، وأدى إلى إقصاء المنتخب الوطني الجزائري من المونديال القطري، وطالبت بإبعاد السياسة والجيش عن الرياضة التي يرونها المتنفس الوحيد للجزائريين، في ظل الأزمة المتواصلة داخل البلاد على كل الأصعدة.
وبعد الإقصاء وكما هي العادة بعد كلّ خسارة وصدمة، شرع الجزائريون في التباكي والتشكي وتحميل الآخر مسؤولية الخسارة، متهمين الحكم بطرد الحارس موساوي بالبطاقة الحمراء رغم تعدي المهاجم اللافي عليه في الدقائق الأخيرة من المباراة، مع العلم أن المعتدي هو الحارس بالصورة الموثقة أمام عشرات الآلاف من الجماهير الحاضرة ومئات الآلاف من المتفرجين من بقاع العالم عبر القنوات الناقلة.
وزادوا في التباكي أن الحكم الرئيسي حرم الشباب البلوزدادي من ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة من المباراة رغم استعانته بتقنية VAR.
واتهموا حارس مرمى الوداد، رضا التكناوتي، بتصريحات استفزازية في حق شباب بلوزداد بعد تأهل فريقه في لقاء العودة لربع نهائي رابطة الأبطال لأنه قال للقنوات التليفزيونية : “فريقنا أنصفته الكرة ضد شباب بلوزداد بعد التعادل السلبي بالمغرب”.
من جهة أخرى، تداولت عدة منصات إعلامية مغربية وعربية وحتى أوروبية حادثا طريفا بطله الفريق الجزائري ” شباب بلوزداد” الذي غادر المركب الرياضي بالدار البيضاء بعد الإقصاء متوجها إلى الفندق، تاركا خلفه أحد لاعبيه مشردا ومن غير ملابس بشوارع المدينة البيضاء.
وتداولت مقاطع مصورة للاعب الجزائري خارج الملعب وهو يرتدي سلهاما أسودا منحه إياه أحد المسؤولين الأمنيين المغاربة ليقيه من برودة الطقس، وتم توفير الحماية له واستدعاء حافلة من أجل نقله إلى فندق إقامة الفريق الجزائري، كي يلتحق بباقي زملاءه….
وخلف المشهد، حسب أحد المواقع الالكترونية، امتعاضا كبيرا بين صفوف الجماهير الجزائرية، التي دونت على الصفحات مهاجمة مدرب الفريق ورئيس البعثة ورئيس النادي، وكل مسؤولي الرياضة في الجزائر، وحملوهم تبعات الإقصاء واتهموهم بالتدبير الهاوي والعشوائي والارتجالي للفريق الذي رصدت له الدولة الجزائرية، إمكانيات ضخمة جدا في زمن البحبوحة الغازية من أجل حصد نتائج كبيرة، لكن دون جدوى.