الكاتب: منير الحردول
ها نحن نعود مرة أخرى للحديث، وبشكل يراعي قيم الإعتراف بإرث نموذج سلف صالح، إرث مغربي كبير وحكيم، إرث رجل قدر للمغرب الأقصى أن يتشرف بمولده في بلاد يشهد لها التاريخ قبل الجغرافيا بإنجاب خيرة العلماء والفقهاء على مر تاريخ دولة مغربية ضاربة في أعماق جذور الزمن.
فأفعال وأقوال العلامة مصطفى بنحمزة، رئيس المجلس العلمي الجهوي، وعضو المجلس العلمي الأعلى، غنية عن كل مدح وإطناب في كثرة القيل والقال، فالعلامة الحكيم في كل شيء تقريبا، وما تدخلاته في مواضع ومواقع وأزمنة مضبوطة من حيث القراءات المتعددة الأبعاد يعلمها الكثير الكثير، لاسيما الذين يهمهم الأمر، وطنيا ودوليا، إذ تجده يكد ويجد، يتحرك ويشارك، يساهم ويناظر، يكتب وينافح عن المصالح العليا للبلاد دينيا ودنيويا، عبر التمسك بوسطية الاعتدال وإمارة المؤمنين واحترام موزون لتنوع ثقافات البلاد المتعددة الروافد. فقراءاتنا للعديد من كتب العلامة الكبير مصطفى بنحمزة، وتتبعنا لخطبه وندواته في المنطق وما يطرحه العامة أمام عامة الناس، وطريقة تناوله للمواضيع الشائكة، والتعايش مع الأفكار المخالفة، وعدم التجريح وقدرته الموهوبة على الإنصات ومقارعة الأفكار بالأفكار، كل ذلك يجعل البلاد تفتخر بهرم ديني ستبقى بصمته خالدة في التاريخ المعاصر للمملكة المغربية الشريفة.
فالعلامة مصطفى بنحمزة، وبأساليبه التواصلية السلسة، استطاع كسب ود الكثير من التيارات والتوجهات، بما فيها تلك المخالفة.. والتي تنظر لأمور كثيرة بنظرة أيديولوجية نابعة من قناعة ما.
فالشيخ بنحمزة، وكفاحه الدائم في سبيل وحدة المذهب المالكي، وسهره المسترسل على تيسير أعمال الخير والإحسان والتطوع، وفي ميادين لا يمكن حصرها، خفية وعلنية، من قبيل تيسير بناء مساجد الله ودور الأيتام ومعاهد العلم والعلوم، وتشجيع التطوع القائم على فعل الخير، طبيا وثقافيا وزد على ذلك كثير. كل ذلك سيجعلنا دوما في موقف ثابت، قناعة اسمها أن القلم سيبقى وفيا لكل مخلص أمين لهذا الوطن الذي نحبه جميعا.