أحمد الرمضاني
بالرغم من حالتي والجمود والركود، إن لم نقل التراجع الذي تعيش على إيقاعه ألعاب القوى بجهة الشرق، خلال السنين الأخيرة، لاعتبارات متعددة، تحتاج إلى حديث طويل، وتشريح دقيق، فإن الجهة وبالخصوص عاصمتها وجدة، تعرف بين الفينة والأخرى، وإن كانت متباعدة، بزوغ نجم واعد يسطع بين الغيوم، ويحلق في سمائها كطائر ناذر، يلفت إليه الانتباه والأنظار، والأمثلة عديدة في هذا المجال، نقتصر منها، على نموذج واحد، موضوع المقال، وهو العداء بلال الركاد، الذي باتت أقدامه تعبر مضمار حلبة السباق، وفضاءات العدو الريفي وطنيا وعربيا، بخطى ثابتة، وتخلف وراءها آثارا مثمرة.
الركاد بلال هو من مواليد 11 يوليوز 2007 بوجدة، يعود الفضل في توجيهه نحو رياضة أم الألعاب إلى مدربه الاول، والده العداء السابق عبد العالي الركاد، الذي ضمه إلى جمعية الشباب الرياضي الوجدي، أين سيتلقى دروسه الأولية نظريا وتطبيقيا، تحت إشراف الإطارين التقنيين حميد أمنيع، ومحمد الدخيسي، قبل المناداة عليه للالتحاق بأكاديمية محمد السادس بإفران، أواخر سنة 2022، حيث تمكن فيها من تطوير أدائه و تحسين مستواه تقنيا و بدنيا، بفضل المكونين الكفئين فدوى السكاح، شقيقة البطل العالمي السابق، خالد السكاح، وحافظ النبوي، و بالأكاديمية المذكورة، لم ينتظر العداء الوجدي طويلا، كي يكشف عن مؤهلات واعدة، مكنته من حجز مكانه ضمن الوفد المغربي، المشارك في البطولة العربية لاختراق الضاحية بجمهورية مصر العربية، سنة 2023، وتمكن من احتلال الرتبة الخامسة على المستوى الفردي، والمرتبة الأولى حسب الفرق، واحتلاله المراتب الثلاث الأولى، في جميع المسابقات الفيدرالية.
واستطاع الركاد خلال السنة الجارية 2024، الفوز بالمراتب الأولى في جميع الملتقيات الوطنية، وحاز المرتبة الثانية في بطولة المغرب للعدو الريفي ( مسافة 5980م)، في فئة الفتيان، التي أقيمت بمدينة تيفلت، يوم الأحد 25 فبراير 2024،
وخلال السنةذاتها ( 2024)، تمكن الفتى بلال، أن يحتل المرتبة الثانية في البطولة العربية ( U18)، التي أقيمت بالمملكة الأردنية الهاشمية، ليكون بذلك أول عداء من مدينة وجدة يحقق هذا الانجاز في سباق العدو الريفي، عبر التاريخ، وهو في سن 17.
وفي تخصص آخر، والأمر هنا يتعلق بمسافة 3000 متر، قال النجم الوجدي الصاعد مجددا كلمته، وصعد البوديوم، في بطولة المغرب في هذا السباق بمدينة إفران، حين احتل المرتبة الثالثة، وبتوقيت جيد ( 8 دقائق و21 ثانية)، وهو التوقيت الذي حجز به تذكرة العبور إلى البطولة العربية بالمملكة العربية السعودية، شهر شتنبر الأخير، وخلالها نال الركاد المرتبة الثانية في مسافة 3000 متر.
إنجازات متتالية يحصدها البطل الأسمراني، جعلته أول رياضي من مدينة وجدة، يحصل على أربع ميداليات في البطولات العربية خلال سنتين فقط.
لكن، وبالرغم من هذا العطاء في سن مبكرة، والنتائج التي توحي له بمستقبل مشرق، يشرف الوطن والمدينة ، فإن بلال بلبل الشرق، لا يجد ذلك الدعم المادي المعنوي الذي يستحقه وينصفه. ويحفزه على المضي قدما نحو المزيد من الإشعاع، سواء من الجهات المسؤولة محليا، أو من جانب ذوي القربى، بعصبة الشرق لألعاب القوى.
وتبقى الجهات الوحيدة التي أصر والد بطلنا الواعد، على الإشادة بها من باب واجب الاعتراف بالجميل، ذكر عائلة بوجوالة الرياضية( الحاج الطاهر بوجوالة، رئيس المولودية الوجدية للريكبي، وشقيقاه الحاج ادريس الفاعل الجمعوي، والمستشار البرلماني السابق، وبوبكر دولي المولودية الوجدية للريكبي سابقا، والإطار التقني في اللعبة حاليا، والمقيم في فرنسا)، ثم الدكتور هشام المولودي، ومحمد بن منصور .