قاسم حدواتي
لا يمر يوم إلا ونسمع فيه عن حادثة سير كارثية، تنتهي بعض منها بتسجيل حالات وفاة، تثير الحسرة و التذمر، تتسبب في فقدان أطفال أبرياء، كما تفقد بسببها عائلات لمعيلها الوحيد، مما ينعكس سلبا على الوضعية الاجتماعية للمجتمع.
وفي أحيان كثيرة، يكون المتسبب الرئيسي في وقوع هاته الحوادث، السياقة المتهورة لبعض أصحاب الدراجات النارية، يقتربون من المركبات بشكل غير قانوني، مشكلين تقصيرا واضحاً في الالتزام بمسافة الأمان، يقودون بسرعة عالية، و هو ما يسبب الكثير من الحوادث المرورية، بعضها مميت.
فلم تعد الدراجات النارية، وهي تمر أمام السيارات في الاتجاه المعاكس بالأمر الغريب، ولا حتى قيام البعض بحركات بهلوانية في الطرق المزدحمة، فصارت خطرا محدقا بالراجلين في كل لحظة، وقد اشتد الجدل مجددا بسبب حوادث تسببت فيها مؤخرا هاته الدراجات، وحول خطورة الآلاف منها التي تجوب شوارع و أزقة البلاد و تهدد سلامة العباد، حتى بات البعض يسميها “القنابل المتحركة”، بسبب عداد سرعتها، الذي يحفز الشباب المتهور على سياقتها بسرعة جنونية، مع صوت محرك مروع، يوقظ النيام، يزعج الكبار، ويثير هلع الصغار.
فالدراجات النارية، هي وسيلة نقل، يستعملها الالاف من المغاربة للتنقل من وإلى مقرات العمل و الدراسة، وليس للاستهتار و استعراض العضلات امام فتيات المؤسسات التعليمية…
لا نعمم موقفنا على كل سائقي الدراجات، ولكن إلى أولئك الذين جعلوها تتحول من وسيلة نقل حضارية، إلى خطر عمومي يهدد أرواح الناس.
المطلوب اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، أن يتم تطبيق قانون الترقيم، مع ضرورة التوفر على رخصة سياقة الدراجة النارية على جميع الفئات، القيام بحملات توعوية، والتنسيق مع الجهات المعنية للالتزام بقوانين السير، للحد من الأسباب التي تؤدي لوقوع الحوادث، حفاظا على سلامة الجميع.
ملحوظة (الصور المرفقة حقيقية تعود لحادثة السير المؤلمة التي وقعت يوم الجمعة المنصرم بمدينة بوعرفة).