عبد القادر كتــرة
إحياء للذكرى 46 على ترحيل المغاربة من الجزائر سنة 1975، خاض جمال العثماني وهو أحد ضحايا هذا الترحيل التعسفي، يوم الأربعاء 8 دجنبر 2021، وقفة احتجاجية صامتة أمام قنصلية الجزائر بوجدة لتذكير النظام الجزائري بهذه الجريمة التي أقدم عليها هواري بومدين ووزير خارجيته أنداك عبد العزيز بوتفليقة.
ومعلوم، أن بتاريخ 8 دجنبر 1975، عمدت الدولة الجزائرية مباشرة بعد المسيرة الخضراء المظفرة لاسترجاع المعرب صحرائه المغتصبة من طرف الاستعمار الاسباني، على ترحيل قسري جماعي وبدون سابق إنذار ودون وجه حق، ل45 ألف أسرة مغرية ( أي ما يناهز 350 ألف شخص)، في ظروف غير أخلاقية وغير انسانية، وفي أيام عيد الأضحى.. مسلوبة من كل ممتلكاتها، كانت تقيم بصفة شرعية وقانونية فوق التراب الجزائري.
ضحايا هده العملية الوحشية الهمجية، ساهموا بالغالي والنفيس أثناء ثورة التحرير بحيث شكلوا إلى جانب الشعب الجزائري النواة الأساسية لمقاومة الاستعمار وقدموا شهداء في هذا الميدان، كما أنهم لعبوا كذلك دورا فعالا في تنمية اقتصاد البلاد بعد الاستقلال بحكم أن الكثيرين منهم كانوا يمارسون التجارة والفلاحة ويمتهنون حرفا أخرى، غير أن هذه التضحيات الجسام لم تشفع لهذه العائلات أمام هذا القرار الطائش والجائر والصادر بشكل فجائي ينم على حقد دفين…انتقاما منهم على استرجاع المغرب لوحدته الترابية.
تجدر الإشارة إلى أن جمال العثماني له مؤلفان أرّخ فيهما لهذه التجربة المُرة والقاسية التي نحتها النظام العسكري الجزائري الحقود والحسود في ذاكرة ضحايا الترحيل القسري…كتاب “قُرارة الخيط“، و”تخاريف حنّة يامنة”، وإذ يطالب كافة المؤسسات والمنظمات والهيآت الحقوقية الرسمية والغير الرسمية، الوطنية والدولية، بالعمل على تحقيق مشروعية العدالة والإنصاف من خلال رد الاعتبار لكرامة هذه الفئة وإرجاع حقوقها وممتلكاتها المسلوبة وجبر ضررها مع دفع الدولة الجزائرية إلى تقديم اعتذار رسمي والاعتراف بهذا الترحيل التعسفي الغير المبرر.