أحيت الجمعية الشرقية للتنمية طقوس العرس الوجدي بمقر تعاونية الوجديات ، ضمن فعاليات الدورة السابعة لمهرجان لبلوزة، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره.
وكشفت الجهة المنظمة بعض خصوصيات “الدفوع” حيث ترتدي العروس لبلوزة والحايك وتتزين بابهى الحلي، متحلقات حولها قريباتها وعائلة العريس ، مبتهجات تشاركنها فرحة العمر .
فتتعالى الزغاريد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ، والأهازيج الشعبية من توقيع نساء الصف وفرقة البراهمة.
وقالت لطيفة منتبه مديرة مهرجان لبلوزة :”كانت الأمهات تبحثن عن زوجات لأبنائها, إما من العائلة أو عن طريق الأقارب والجيران، وغالبا ما تبحث عن كنتها المستقبيلة في الحمام التقليدي، وغالبا بعدما تتأكد من أصلها وسيرة أسرتها ، تذهب الأم حاملة معها لوازم الخطوبة من سكر وشاي وحناء…تطرقن باب العروس وبعد إلقاء التحية تبادر والدة العريس بالقول “ضياف ربي” فتجيب صاحبة المنزل “مرحبا” تدخل النسوة وبعد التعارف تبلغن رغبتهن في المصاهرة وطلب يد ابنتهم الشابة، والتي غالبا ما كان سنها أقل أو لا يتعدى 16 سنة، فتجيب والدتها بأن القبول أو الرفض من اختصاص ” رب المنزل، وبعد التشاور يرسل الجواب بالموافقة، فيلتقي الرجال للتفاهم حول المسائل المادية (المهر، الذهب…)، كان المهر “الصداق” يصل في أوساط الميسورين إلى 10000 درهم وخاتمين و”شريتلة” مكونة من 7 دمالج من الذهب، وبعد قراءة الفاتحة يتم تحديد موعد “حَنَّة الثبات” وهو عشاء بسيط يجمع العائلتين يتم خلاله تحديد موعد الزفاف الذي غالبا ما يكون بعد 3 أشهر على الأكثر، دون أن يتسنى للعروسين رؤية بعضهما البعض، إلا على الصور في بعض الأحيان. وبعد عقد القران تنطلق مراسيم العرس التي كانت تدوم إما سبعة أيام أو ثلاثة حسب الإمكانيات المادية للأسرة.
وأضافت منتبه،تبدأ مراسيم الزواج بـ”الحمام” حيث تكتري العروس حماما عموميا تقصده رفقة صديقاتها وبنات العائلة وتدخله بالشموع والزغاريد وترديد بعض الأهازيج الشعبية، في اليوم الموالي يحضر أهل العريس “الدْفُوع” كبش أو كبشين ولوازمه، بالطبل والزغاريد تستقبلهم عائلة العروس بالمثل وتقدم لهم وجبة مكونة من “السفة” مرفوقة بالشاي .
فتخضب العروس يديها ورجليها بالحناء وصديقاتها عساهن يرزقن بعريس قريبا….وفي اليوم الثاني، يحضر أهل العريس الحناء على أنغام “الغايطة” إلى منزل العروس ويتشارك الجميع وجبة عشاء مكونة من اللحم والبرقوق المجفف والبيض والمشروبات الغازية والفواكه،
وتحيي السهرة فرقة نسوية يطلق عليها “الطبالات”
وفي الليلة “الكبيرة” تلبس العروس ثوب زفاف أبيض أو “بلوزة” بيضاء أو تكشيطة بيضاء) لتلتحق ببيت الزوجية مباشرة بعد صلاة العشاء تسبقها بعض النسوة من كبيرات العائلة بـ “شِوارَها” المكون من الملابس والذهب وأدوات الزينة والأفرشة وبعض الأواني.
بينما يقضي “مولاي السلطان” وقته في الاستمتاع بأنغام الموسيقى والرقص مع أصدقائه على نغمات “الجوق” حتى منتصف الليل.
فيزف إلى خدره بالزغاريد والأغاني التراثية.
وفي الصباح، يقدم الزوج لزوجته “تصبيحة لعروسة” عبارة عن هدية
وفي فترة الظهيرة، تحضر والدة العروس ما يطلق عليه بـ “الگصعة” مكونة من اللحم والبرقوق والبيض أو الكسكس “الطعام” باللحم والخضر، ويقام حفل “التقييل” تحضره عائلة العريس والضيوف وأفراد عائلة العروس، تنشط الحفل الطبالات، ويتم تقديم الشاي والحلويات.
فتشرع العروس في استعراص أجمل ملابسها التقليدية من بلوزة و منسوج وكاراكو وبلايز وتكاشط… بدون حزام.
وينتهي الحفل ،بوضع شقيق الزوج” الحزام” على خصر العروس، تيمنا بإنجاب الذكر.
واستحضرت الجمعية الشرقية للتنمية عرف “الغرامة” حيث يتنافس أقارب العروسين على إهداء هدايا ثمينة للعروس ، من حلي ذهبية(المنفوخ ـ المضمةـ الأقراطـ الدماللج ـ ) وأثواب فاخرة (التكشيطة ـالقفطان المغربي).
ويبن الاستمتاع بالشاي المغربي الأصيل والكعك الوجدي والمقروط والغريبة ، تتنافس حناجر النساء في ذكر خلال العروس مباهية قريناتها ب”سعدها” وتصدح بأغنيات تراثية ترددنها الجارات والقريبات.
وتروم الفعالية الفنية، إلى إحياء لبلوزة في الذاكرة الوجدية،وصون الزي التقليدي من الإندثار، والترويج له وطنيا وأفريقيا وقاريا وعربيا ودوليا،فضلا عن الاحتفاء بالأنامل الذهبية للصناع والصانعات التقليديات اللائي رصعن جبين التراث اللامادي بتاج الفرادة والفخر.