تتعرض شركة “ستيلانتيس Stellantis” الفرنسية لتصنيع السيارات، إحدى الشركات العالمية العملاقة في صناعة السيارات التي تضم 15 علامة تجارية للسيارات، لضغوط شديدة في الجزائر العاصمة لإجبارها على إطلاق مشروع صناعي في الجزائر بنفس حجم المشروع الذي طورته في السنوات الأخيرة في المغرب.
ووفقا للعديد من المصادر المقربة من الحكومة الجزائرية، حسب موقع “مغرب انتيليجانس” فإن شركة “ستيلانتيس” الفرنسية التي تريد إطلاق مصنع جديد لتجميع السيارات في الجزائر، تتعرض لضغوطات قوية حيث تسلمت لائحة بمتطلبات محددة للغاية عبّر عنها النظام الجزائري.
حكام الجزائر يرفضون إنجاز مشروع مصنع صغير، ويطالبون بمشروع طموح يضاهي مصانع شركة “ستيلانتيس” في المغرب، ولا يريدون أن تتبوأ الجزائر مرتبة خلف المغرب ولن تقبل بإنشاء مصنع صغير يذكرها بالبدايات الفاشلة لصناعة السيارات في عهد الرئيس الراحل عبدالعزيز بوتفليقة.
السلطات الجزائرية طلبت من شركة “Stellantis“ تقديم برنامج توظيف طموح للعمال والمستخدمين الجزائريين يتجاوز عددهم 3000 عامل، مع استفادتهم من تدريب منتظم ونقل حقيقي للتكنولوجيا إلى الفرع الجزائري الذي ستؤسسه الشركة الفرنسية، كما طُلبت من هذه الشركة المصنعة العالمية تطوير نماذج سيارات لا يتم تصنيعها من قبل مصانع المجموعة المغربية، من أجل السماح للجزائر بتمييز نفسها عن المغرب وتكون قادرة على منافسته قريباً للتصدير على مستوى السوق العالمية.
وتحاول الشركة الفرنسية لصناعة السيارات Stellantis إيجاد توافق عقلاني للاستجابة للمطالب المشددة للسلطات الجزائرية التي تطلب من هذه الشركة المصنعة العالمية معاملة الجزائر على قدم المساواة مع المغرب من خلال إظهار نفس الطموح الصناعي في مشاريعها الجزائرية المستقبلية.
وتجدر الإشارة إلى أن مجموعة Stellantis تعمل وتسوق خمسة عشر علامة تجارية للسيارات، بما في ذلك خمس من PSA الفرنسية (Citroën و DS Automobiles و Opel و Peugeot و(auxhall وعشرة من FCA الإيطالية الأمريكية (Abarth و Alfa Romeo Chrysler و Dodge ، سيارات فيات ، فيات بروفيشنال ، جيب، لانسيا، مازيراتي ورام).
وتتوفر هذه المجموعة العالمية بمدينة القنيطرة في المغرب، على أول منصة إنتاج Stellantis في إفريقيا والشرق الأوسط، تهدف إلى تصنيع 400000 مركبة سنويًا، وتستهدف مليون سيارة بحلول عام 2030.
مصنع Stellantis المغربي، الذي تم إنشاؤه في عام 2019 باستثمار أولي يقارب 600 مليون يورو، ينتج حاليًا 200 ألف سيارة سنويًا، ومنذ بداية نوفمبر 2022 ، استفاد من استثمار إضافي بقيمة 300 مليون يورو.
ونجح المغرب في تصنيع مركبات كهرائية أعطى “بريد المغرب” انطلاقة تشغيل 225 مركبة كهربائية مخصصة حصريا لتحديث وتوسيع شبكته لتوزيع البريد والطرود.
وصممت هذه المركبات الكهربائية، وهي من صنف Citroën Ami، من قبل شركة Stellantis القنيطرة، وفقا لاتفاقية مبرمة في أكتوبر 2020، وذلك لتلائم خصيصا الاحتياجات اليومية للتوزيع. وتتوفر هذه المركبات على استقلالية تصل إلى 75 كيلومتر، بينما لا تتعدى المدة اللازمة لشحنها بالكامل 3 ساعات.
وبهذه المناسبة، أكد وزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، أنه “بفضل الدفعة القوية التي أعطاها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للطاقات النظيفة، نتقدم بثبات على مسار الانتقال الطاقي“.
وتابع أنه “لا أدل على ذلك من هذا التعاون المثمر بين مجموعة “ستيلانتيس” وبريد المغرب، والذي تولدت عنه مركبات كهربائية مصنعة محليا، الشيء الذي يؤكد الإرادة المشتركة للفاعلين من القطاعين العام والخاص لدعم تطور التنقل الكهربائي بالمغرب وجعله من الحلقات القوية للصناعة الوطنية“.
وأضاف أن هذا الاختيار يندرج ضمن مقاربة للمسؤولية البيئية تستجيب للاهتمامات الدولية الناتجة عن التغيرات المناخية والتي تضعها الصناعة الوطنية المغربية في خدمة تحديث وتقريب الخدمات العمومية المقدمة للمواطنين.
وفي السياق ذاته، أكد مدير قطب الأنشطة البريدية في بريد المغرب، المسعودي عبد العظيم ، أن اعتماد هذه المركبات الكهربائية يشكل نقطة انطلاق نحو مرحلة جديدة، حيث ستمكن بريد المغرب من الاعتماد على وسائل نقل إيكولوجية من أجل المساهمة في تقليص انبعاثات غاز ثاني أكسيد الكاربون الناتج عن النقل وضمان حركية نظيفة ومستدامة.
وحسب المسؤول فإن الإطلاق الرسمي لتشغيل هذه الوحدات هو اليوم تجسيد للشراكة بين بريد المغرب وستيلانتس وسوبريام التي تدعمها وزارة الصناعة والتجارة.
وأوضح أن سيارة Citroën AMI الكهربائية 100 في المئة والمصنوعة في المغرب، في مصنع القنيطرة بشكل حصري على الصعيد العالمي، تعتبر ثمرة تعاون بين الفرق المركزية والمغربية لمجموعة Stellantis، سواء في التصميم أو الهندسة أو المشتريات أو الإنتاج.
هذا، وسيتم استخدام هذه السيارات الكهربائية ب 42 مدينة عبر مختلف جهات المملكة، ويخضع توزيعها على هذه الجهات لمعيار حجم توزيع البريد والطرود بكل مدينة.
وتأتي مجموعة ستيلانتس Stellantis في المرتبة الرابعة ضمن أكبر الشركات المصنعة للسيارات في العالم، وتسعى الشركة للتقدم في هذا التصنيف من خلال تصنيع المزيد من السيارات الكهربائية في المغرب، حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية السنوية لمركز إنتاج سيارات ستيلانتس Stellantis في القنيطرة حاليًا نحو 200.000 سيارة.
وبمجرد اكتمال برنامج الاستثمار والترقية، سيكون لمركز القنيطرة القدرة على تصنيع ما يصل إلى 400.000 مركبة سنويًا.. إلى جانب 50.000 سيارة كهربائية صغيرة الحجم يمكن إنتاجها
وتعد كلًا من ستروين أمي Citroën AMIوأوبل روكس إي Opel Rocks-eأشهر الطرازات الكهربائية الصغيرة التي تصنعها مجموعة ستيلانتس Stellantis في القنيطرة بالمغرب.
ويتوقع أن يتم إضافة طراز ثالث قريبًا، وهو فيات توبولينو FIAT Topolinoالذي طال انتظاره، حيث يرتبط كل من الطرازات الثلاثة ارتباطًا وثيقًا على المستوى الفني.
وقبل بضعة أشهر، أشارت علامة ستروين Citroën إلى أنه سيتم زيادة إنتاج أمي AMIمن أجل تلبية الطلب المتزايد على هذا الطراز.. وهي أقرب ما يكون لدراجة كهربائية رباعية العجلات منها لسيارة، وقد حققت نجاحًا كبيرًا في المبيعات.. خاصة في فرنسا وإيطاليا وإسبانيا
تم بناء المصنع باستثمارات أولية قدرها 557 مليون يورو..، وتقوم “ستيلانتس” من خلاله بتصنيع إصدارات معينة من بيجو 208 للسوق الأوروبية، بالإضافة إلى الطراز المخصص لشمال إفريقيا.
أما عن منصة سمارت كار فقد تم إصدار هذه المنصة للسيارات الرخيصة المخصصة للأسواق الناشئة، والتي يأتي على رأسها “ستروين سي3” Citroën C3 الجديدة، والتي تصنع في منشآت “ستيلانتس” الصناعية في الهند والبرازيل.
وتتوقع Stellantis أن يكون لديها القدرة على إنتاج مليون سيارة في المنطقة بحلول عام 2030.. حيث قال “كارلوس تافاريس” الرئيس التنفيذي للشركة سيستفيد طموح Stellantis العالمي من معدل النمو القوي للتطور في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا والذي يهدف للمساعدة في إنشاء مركز عالمي ثالث لـ Stellantis بالإضافة إلى أمريكا الشمالية وأوروبا.