أصدر الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، بيانا له، وذلك على إثر انعقاد مؤتمره الرابع يوم السبت 12 نونبر 2022، تحت شعار:”الإعلام شريك أساسي في التنمية وبناء مغرب الديمقراطية والحريات”.
وهنأ الفرع كل منخرطي الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة على نجاح فعاليات المؤتمر الرابع بحضور الزميل عبد الكبير اخشيشن، رئيس المجلس الوطني الفيدرالي، ويعتبر النقابة الوطنية للصحافة المغربية الهيئة المهنية المؤهلة لتأطير المهنة وتأهيلها، والدفع بعجلة تنميتها والارتقاء بشروط النهوض بها .
وأشاد البيان، بالاجواء المسؤولة التي مكنت من إنجاز جميع مراحل المؤتمر الرابع ، متغلبين على الصعوبات المادية والمعنوية، حيث انتصرت إرادة التحدي، ونجح المؤتمر بشكل مُرْضي يناسب الطموح والأهداف المتوخاة، مستحضرين تجربة الفرع السابقة بتقييم نقدي مؤسّس وبناء، لاستشراف أفق جديد أساسه بناء الثقة وتقوية العزم، من اجل تدبير عقلاني تشاركي يساهم في إقرار آليات وقواعد بناءة، بما يطور العمل النقابي، ويكسبه مناعة وقوة التأثير ودينامية الفعل .
ويعتبر الفرع مؤتمره الرابع فرصة ومحطة لرصّ صفوف إعلاميي جهة الشرق، وتوحيد العزائم ونبذ التشرذم والخلاف، والاصطفاف وراء القضايا الحقيقية لتطوير مهنة الصحافة، وتجويد أدوات العمل، والتمسك بالالتزامات القانونية والاخلاقية التي تنص عليها اعراف ومواثيق ممارسة مهنة الصحافة وطنيا ودوليا.
وأعلن دعم الدور الفعال الذي تساهم به النقابة في الترافع المهني والنقابي العالي السقوف عربيا وإقليميا ودوليا، من أجل الدفاع عن القضية الوطنية الأولى للمغاربة، ولعل الموقف الأخير بأرض الكنانة خير مثال على دحض الدسائس والمناورات المناوئة لوحدتنا الترابية وتطويق كل تسلل من شأنه التأثير على هذا الترافع ، الذي ينطلق من حس وطني لا يخضع للخنوع ولا للمساومة، إيمانا من النقابة أن الصحافي الحقيقي هو الصحافي الذي يحمل الهم الوطني في دمه وأحشائه وانساغه قبل كل شيء، فضلا عن ترسيخ حضور الفرع على المستوى المحلي والجهوي، فاعلا في محيطه، ومتفاعلا معه، بعيدا عن مسوغات التراخي والتآكل والانغلاق على الذات، ونبذ التفرج على اشكال ومظاهر الاستهداف والتضييق والخنق الممارس على المهنة وعلى ممارسيها.
ودعا في المقابل إلى تبني مشروع إصلاحي متكامل الأركان، بالتنسيق مع النقابة الأم، لتطوير مهنة الصحافة على المستوى الجهوي وتقوية حضورها، وتمتين النموذج الاقتصادي الناجع لمقاولاتها، وتقديم بدائل ملموسة لهشاشتها، ومراجعة آليات تنظيمها الذاتي.
وشجب نص البيان ما يقوم به بعض المسؤولين من ممارسات لا مسؤولة تفضل إغلاق المنافذ، والاشتغال وراء الأبواب المغلقة، أو تفضيل إعلام ” البوق”، واستبعاد آليات المتابعة الصحفية وحق المواطنين في الخبر الذي ينتصر للمهنية بكل موضوعية وشفافية ومسؤولية، بعيدا عن لغة التطبيل الفج والمديح الممجوج والتلميع الزائف، الذي يكرس مشهدية مائعة لا تسرّ الغيورين على المهنة.
واستنكر التردي الذي اصبحت تعرفه البنيات التحتية، والتآكل والاهتراء الذي يعتري معالمها، وغياب متابعة العديد من الأوراش التي تم تشييدها في وقت سابق ضمنها (المركز الجهوي لاستقبال وتكوين الصحافيين بوجدة) الذي انفقت عليه الدولة ملايين الدراهم من المال العام يعيش حاليا وضعا بئيسا، بسبب توقف أشغال إتمامه، وتجهيز مرافقه منذ ما يناهز الست سنوات، بسبب غياب أية مقاربة إدارية أو تقنية من قبل الأطراف المتعاقدة والملتزمة بإنهاء الإنجاز ، بما يمليه الحس بالمسؤولية والنضج والوضوح.
وأعلن المساهمة الفاعلة في دعم حماية اجتماعية حقيقية تحفظ كرامة الصحافيات والصحافيين، من قبيل تيسير شروط امتلاكهم للسكن اللائق، والحق في الصحة، وفي تعلم اللغات الحية والتكوين المستمر وتعزيز القدرات والمهارات للارتقاء بالمهنة، إلى جانب الدفاع عن الوضع المادي والاعتباري للمهنيين في خضم التحولات المجتمعية والمتغيرات السوسيو اقتصادية، واحتشاد التأثيرات المتزايدة للتواصل عبر التكنولوجيات الحديثة، وتكييف أشكال النضال المهني لمواجهة سلبيات هذه التحديات، بما يساهم في حماية الحقوق الاقتصادية والاجتماعية لعموم العاملين في القطاع.
ودعا في الأخير، إلى مواصلة الترافع من أجل تجويد مدونة الصحافة والنشر، وإزالة ما اعتراها من الشوائب والعوائق والكوابح التي تحول دون تطوير الاليات التشريعية والقانونية المؤطرة للمهنة، وذلك من خلال بلورة مقترحات وتصورات بخصوص مراجعة هذه المدونة بموازاة مع التحولات التي تعرفها مهنة الصحافة، والعمل على إثراء النقاش حول القضايا الناشئة المرتبطة بالتكنولوجيات الحديثة ووسائل التواصل الاجتماعي في علاقة مع مهنة الصحافة، خاصة في ما يتعلق بالأخبار الزائفة، والحق في الخصوصية، والعنف الرقمي والأمن السيبراني.
