حفيظة بوضرة
بعد مسيرة مهنية لا يستهان بها، قضتها بمدينة وجدة مسقط رأسها، بين محكمة ابتدائية واستئنافية، ارتأت الأستاذة كريمة الإدريسي، نائبة الوكيل العام بمحكمة الاستئناف بوجدة، رئيسة الخلية الجهوية للنساء والأطفال ضحايا العنف، الانتقال للعمل بالمحكمة الابتدائية ببركان، للاستقرار مع أسرتها، وهو ما تمت الموافقة عليه من طرف المجلس الأعلى للسلطة القضائية بالمغرب، الذي كشف مؤخرا عن حركة تنقيلات وتعيينات في بعض المناصب القضائية بمحاكم المملكة، وذلك طبقا لأحكام الفقرة الأولى من الفصل 113 من الدستور.
وتعتبر الأستاذة كريمة الإدريسي امرأة عصامية، آمنت بقدراتها الذاتية، وانطلقت نحو تطويرها، حيث التحقت بسلك القضاء سنة 1994 وتم تعيينها بالمحكمة الابتدائية سنة 1996 كقاضية مكلفة بمختلف القضايا، قبل أن يتم تعيينها كمستشارة بمحكمة الاستئناف سنة 2004 حيث تم تكليفها بعدة قضايا مدنية واجتماعية وشرعية وجنحي، كما تم تعيينها كرئيسة لغرفة الجنايات أحداث.
التحقت بالنيابة العامة بناء على طلبها سنة 2010 كنائبة للوكيل العام للملك، وكلفت بالخلية الجهوية للتكفل بالنساء والأطفال ضحايا العنف، حيث عينت نائبة أولى للوكيل العام للملك إلى جانب زميلها الأستاذ فخر الدين ادزيري.
شاركت الأستاذة الإدريسي في عدة ندوات محلية وجهوية ومركزية في مجال قضايا الأسرة والوساطة ومناهضة العنف ضد النساء والأطفال وشؤون اللاجئين، إلى جانب مساهمتها في أيام دراسية بالتنسيق مع قطاع التعليم والمجتمع المدني لمناهضة العنف بالوسط المدرسي، والتحسيس بخطورة المخدرات والتحرش الجنسي، وتأثير مواقع التواصل الاجتماعي داخل المؤسسات التعليمية وخارجها، وذلك بتنسيق مع خبراء وطنيين ودوليين، فضلا عن مشاركتها في عدة دورات تكوينية منظمة من طرف مختلف القطاعات، وذلك في إطار تعزيز القدرات في مجال تدبير شؤون الخلية وتكوين الفاعلين الاجتماعيين.
كان للأستاذة الإدريسي عدة لقاءات مع مسؤولين محليين، للتنسيق معهم في مجال تدبير قضايا الأسرة، وتعزيز آليات التكفل بالأطفال والنساء، كما كان الفضل في تنظيم عدة زيارات لفائدة النساء والأطفال المستفيدين من الإيواء للاطلاع على أحوالهم ومساندتهم.
وعلى المستوى العربي والدولي، استفادت من زيارة عدد من الدول منها بلجيكا والأردن والدانمارك، وذلك للاطلاع والاستفادة من تجربتهم في مجال معالجة قضايا العنف ضد النساء والأطفال والعقوبات البديلة، كما استفادت من تبادل الخبرات والزيارات مع القضاة البلحيكيين في مجال تدبير النزاعات الزوجية والعنف ضد النساء، فضلا عن مشاركتها في برامج إذاعية لنشر ثقافة اللاعنف في الأوساط الاجتماعية والأسرية، والتعريف بالحقوق الأساسية للنساء والأطفال والأسرة.
حصلت على عدة شواهد تقديرية وتكريمات من مختلف القطاعات الحكومية وغير الحكومية، عرفانا بمجهوداتها المبذولة سواء من طرفها، أو من طرف الأطر العاملة معها.
تلكم إذن هي الأستاذة كريمة الإدريسي في سطور، وفق سيرة ذاتية لامرأة قدر لها النجاح الذي حتما سيعقبه تألق واستمرارية.