افتتاح فعاليات الدورة الـ14 للمهرجان الدولي المغاربي للفيلم بوجدة

شهدت الأوساط الثقافية بوجدة حدثاً سينمائياً استثنائياً تمثل في انطلاق فعاليات الدورة ال 14 للمهرجان الدولي المغاربي، المنظم تحت الرعاية الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، وذلك في الفترة الممتدة من 29 شتنبر إلى 04 أكتوبر الجاري، بمسرح محمد السادس بوجدة.

وفي كلمته الافتتاحية، أكد مدير المهرجان، خالد سلي، حرصه على أن تكون هذه الدورة في أبهى صورة، سواء من خلال اختيار الأفلام بعناية، أو برمجة الندوات، وحصص الماستر كلاس، والتدريبات الموجهة للجمهور.
وأبرز، أن قيمة المهرجان هذه السنة تكمن في كونه فضاءً للنقاش، وتبادل الرؤى حول قضايا معاصرة، بروح رياضية وبكل حب وانفتاح، مضيفا أن العالم اليوم يشهد منذ اندلاع الحرب في أوكرانيا، وصولًا إلى ما يجري في غزة، أزمة قيم حقيقية، وهو ما يستدعي وقفة للتفكير، عبر النقاش الحر، وفتح مساحات التعبير، بعيدا عن أي طابوهات، وهو ما يتم الحرص على تجسيده في هذه الدورة.

من جهته، أوضح الكاتب العام لولاية جهة الشرق، أحمد شعبان، أن هذا المهرجان يمثل منصة استثنائية للاحتفاء بالإبداع السينمائي من مختلف أنحاء العالم، كما يسهم بفعالية في ترسيخ قيم الحوار الثقافي، وتعزيز التبادل الحضاري بين الشعوب، فضلا عن كونه يعتبر أحد النماذج الناجحة التي تجمع بين التعبير الفني الأصيل، وتطوير الصناعات الإبداعية والسياحة الثقافية.

وأضاف، أن هذا الحدث الثقافي المتميز يمنح المتتبع فرصة السفر عبر تجارب إنسانية غنية، من خلال قصص وأفلام تعكس عوالم واقعية وخيالية، وتفتح أمامه آفاقًا رحبة لفهم أعمق للإنسانية المشتركة.
وزاد المتحدث، أن سنة 2025 شكلت محطة مفصلية في تاريخ السينما العالمية، مع بزوغ عصر الأفلام المُنتجة كليًا بالذكاء الاصطناعي، وهو تحول نوعي يفتح آفاقًا غير مسبوقة أمام الإبداع. وهنا يبرز دور جهة الشرق التي ينبغي أن تكون فاعلاً استراتيجيًا في استثمار هذه التحولات، بما يعزز إشعاعها الثقافي والاقتصادي، ويخلق قيمة مضافة عبر إدماج الشباب المبدع والمبتكر في مشاريع رائدة تدعم صناعة السينما وتنهض بالابتكار المحلي.

وأكد المتحدث، الالتزام الراسخ بصون الفن السابع، والنهوض به، بما يضمن استمراريته وتألقه.
هذا، وقد استمتع جمهور مدينة الألفية خلال افتتاح هذه الدورة المنظمة من طرف جمعية “سيني مغرب”، تحت شعار: “من شاشة السينما تُبنى الجسور وتُروى القضايا”، بعرض موسيقي بطابع الطرب الغرناطي ممزوج بتقنية الهولوغرام، خلق عروض بصرية مذهلة حولت فضاء مسرح محمد السادس إلى لوحة فنية بصرية وموسيقية، أضفتبعدًا جديدًا على طريقة تقديم أغنية غرناطية افتتاحية بروح ونفس جديدين، أدتها الفنانة ناريمان بكيوي، رفقة الأستاذ عبد اللطيف بالرحمة، وتوزيع الفنان زايد.


الدورة شهدت تكريم أسماء وازنة في الساحة الفنية الوطنية والدولية، ويتعلق الأمر بالموسيقار اللبناني الكبير مارسيل خليفة، والممثل المغربي ربيع القاطي، والممثلة  المغربية سمية أكعبون.

كما تم بنفس المناسبة تقديم لجنة تحكيم الفيلم الطويل، التي يرأسها الأكاديمي المغربي عمر حلي، المكونة من الممثلة والمخرجة البوركينابية ميمونة ندياي؛ الأكاديمية الأمريكية فلورنس مارتن، المتخصصة في دراسات السينما والإعلام، المنتجة الفرنسية أنابيل توماس، والممثل وكاتب السيناريو الفرنسي أوليفيي لوستو، فيما ترأست لجنة تحكيم الأفلام القصيرة، المنتج والسيناريست المغربي محمد بوزكو، إلى جانب المخرجة والكاتبة التونسية سونيا شامخي، والمخرج والكاتب الأردني المتخصص في السينما والذكاء الاصطناعي أحمد محمد فالح، والممثلة الكازاخستانية سامال يسلياموفا.
ومع إسدال الستار على ليلة الافتتاح، التي كانت مليئة بالبهجة والشغف، تتجه الأنظار نحو الأيام المقبلة للمهرجان، بانتظار الأفلام التي ستحكي قصصاً جديدة، وتثبت أن السينما هي الجسر الأقوى الذي يربط القلوب والبلدان، مهما طالت المسافات.

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية : مصالح الوزارة ستواصل أداء واجبها الدستوري في حماية الأمن والنظام العامين

من سحر الشاشة إلى دفء القلوب… فنانو المهرجان المغاربي الدولي للفيلم يزورون دار المسنين بوجدة