عبد القادر كتــرة
استنفار قوي وعام وغضب عارم لجنرالات النظام العسكري الجزائري بثكنة بن عكنون وبيادقه من مسؤولي قصر المرادية وشعب “بومدين الحلوف” بعد نشر شركة الطيران الوطنية “الخطوط الجوية الجزائرية Air Algérie” ، لقصاصة إشهارية لمدينة تلمسان تتميز “بآثارها التاريخية المغربية الإسبانية ، ولمستها الأندلسية ، بلقب لؤلؤة المغرب العربي”.
وأقام الجزائريون الدنيا ولم يقعدوها بعد تداول القصاص الإشهارية عبر الشبكة العنكبوتية للتواصل الاجتماعي ومنصات التراسل الفوري ، وركّزوا الحديث عن شركة الطيران الوطنية الجزائرية التي كانت دائما موضوع الجزائريين في الشبكات الاجتماعية خاصة حول أسعار تذاكرها أو خدماتها الرديئة أو فضائحها على متن الطائرة، واعتبروا “الخطأ الذي ارتكبته في إحدى منشوراتها” فادحا لا يغتفر.
الجوية الجزائرية وبهدف الترويج السياحي لمدينة “تلمسان” التي كانت مهجورة من طرف السياح بسبب الوباء التاجي، منذ مارس 2020 ، قدمت وصفًا إشهاريا ترويجيا للمدينة الواقعة في غرب الجزائر، بصورة وتعليق جاءت فيه :”” تفتخر مدينة تلمسان، مدينة الفن والتاريخ بماضيها الغني والمتنوع، بآثارها التاريخية المغربية الإسبانية ، ولمستها الأندلسية ، بلقب لؤلؤة المغرب العربي “.
الجزائريون الغاضبون الحانقون الساخطون اعتبروا ذِكْر هذه الحقيقة التاريخية “خطأ” خاصة وأن العلاقات التي تقيمها الجزائر مع هذين البلدين متوترة، لا سيما مع المغرب، وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين منذ الصيف الماضي ومُنعت الطائرات المغربية من التحليق فوق الجزائر
لم تفلت هذه القصاصة الإشهارية الأليمة والقاسية على شعب دون هوية، من رادار مستخدمي الإنترنت الجزائريين الذين علقوا بشكل جماعي على هذا ما وصفوه ب”الخطأ الفادح” موجهين أصابع الاتهام إلى المسؤولين.
ومن بين التعليقات التي تفصح عن مكنون الجزائريين ومدى وجع عُقدِهم من كلّ ما هو مغربي ولو وثقته كُتب التاريخ والمآثر والتراث والآثار:
“اذهب واقرأ التاريخ ثم انسبنا لمن تريد. عندما يسود عدم الكفاءة تعليقات المستخدم تحت منشور Facebook”
“ويجب أن نوقف على الفور المشرف الذي نشر هذا! اقرأ التاريخ قبل أي شيء”، يكتب آخر ، أقل تساهلاً.
“هل تقصد أن تلمسان مغربية؟” يسأل معقّد جزائري، ويثير مسألة الأصول الثقافية والإقليمية التي لا تزال محل نقاش بين الجزائريين والمغاربة.
“من الواضح أنها ليست الوحيدة التي تعتقد ذلك”، لأن مستخدم إنترنت آخر يسأل نفس السؤال: “ماذا تفعل إسبانيا والمغرب في مدينة جزائرية؟ هل كان خطأ إهمال أم أنه تم عن قصد؟ أين هي المراقبة؟ ”
وبعد دقائق ، تم حذف القصاصة الاشهارية وإعادة تحرير التعليق بحذف الإشارة إلى المغرب والجزائر، بالإضافة إلى العديد من التعليقات التي تندد به.