حفيظة بوضرة
اختتمت فعاليات المنتدى الجهوي الأول لجهة الشرق حول الماء بإصدار عدد من التوصيات من بينها أهمية الالتقائية والتنسيق بين مختلف المتدخلين في قطاع الماء، وضرورة الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات المختلفة الناتجة عن التغيرات المناخية وآفة التبخر والتصحر، وتقلص مياه السدود، وندرة التساقطات في البرامج القطاعية المستقبلية، إلى جانب اعتماد مقاربة تشاركية في معالجة القضايا المرتبطة بالماء، مع اشراك فعلي لكافة مكونات المجتمع المدني، وتشجيع تجميع المياه السطحية وخاصة مياه الأمطار، وتدبير الماء وفق مقاربة مندمجة وبطريقة تشاركية، مع ضرورة اعتماد مواكبة اجتماعية للمشاريع عبر وضع مخططات تواصلية، والأخذ بعين الاعتبار الإكراهات عند تنفيذ المشاريع المستهلكة للماء، وتشجيع السقي بالتقنيات الحديثة (Nanotechnologie) والمقتصدة للماء والطاقة، إضافة إلى رصد اعتمادات مالية إضافية لإنجاز البرامج المتعلقة بالحد من انجراف التربية، والحد من توحل السدود، وتوسيع الغطاء النباتي والوقاية من الفيضانات، وكذا الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات المتعلقة بالماء في وثائق التعمير، وإعداد المجال عند تنفيذ المشاريع، مع ضرورة وضع استراتيجية جهوية مندمجة في مجال الماء، أساسها مخطط جهوي للماء، يمثل مرجعية أساسية لبرنامج التنمية الجهوي لمجلس جهة الشرق، فضلا عن تقوية برامج التطهير ومعالجة المياه العادمة لإعادة استعمالهاد وخلق خلية دائمة لتقوية وتنسيق السياسات المجالية المتعلقة بالتدبير الماء، ودعم البحث العلمي والابتكار في خدمة قضايا الماء.
وكانت ولاية جهة الشرق، ومجلس جهة الشرق، قد نظمتا صباح يوم الثلاثاء 11 يونيو الجاري، المنتدى الجهوي الأول حول الماء، بحضور والي جهة الشرق، عامل عمالة وجدة أنجاد، وعمال الجهة، رئيس مجلس جهة الشرق بالنيابة، رئيس المجلس العلمي الجهوي، عضو أكاديمية المملكة، وأزيد من 200 مشاركا، بينهم خبراء ومسؤولون وصناع القرار، وممثلون عن الجماعات الترابية، وفعاليات المجتمع المدني.
وشكلت هذه التظاهرة التي احتضنها مركب المعرفة، تحت شعار: “التغيرات المناخية وتحديات تأمين وتدبير الموارد المائية بجهة الشرق”، فرصة لمناقشة الإشكاليات والقضايا الحرجة الناجمة عن مشكلة ندرة المياه، بهدف التوصل إلى حلول، والخروج بتوصيات مبتكرة حول التدبير المستدام، والإدارة الجيدة للموارد المائية، في سياق يتسم بالتغيرات المناخية.
وقد أتاحت هذه التظاهرة للمشاركين، تقاسم التجارب، وتبادل الخبرات، ومناقشة الممارسات الفضلى، وتعزيز الحلول المبتكرة، لا سيما ما يتعلق باستخدام المياه غير التقليدية، والتقنيات التي تستخدم من أجل الاقتصاد في استهلاك المياه لتوفيرها، وكذا توظيف الذكاء الاصطناعي في تدبير الموارد المائية.
إلى ذلك، يعد هذا المنتدى الأول خطوة مهمة في مواجهة التحديات المرتبطة بالماء، والتعامل مع الوضعية المناخية بالجهة التي وصلت مستوى حالة طوارئ.