انعقد يوم الجمعة 15 نونبر الجاري، اجتماعا لمكتب الفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة، حيث تمّت مناقشة مستفيضة لمجموعة من المشاكل البنيوية التي تعيق الممارسة السليمة لمهنة الصحافة، بسبب تضافر مجموعة من المتبطات اللا أخلاقية والمحبطات اللاقانونية، بصددها أبدى أعضاء مكتب الفرع بموقفهم من التمييع الذي يعاني منه قطاع الصحافة بسبب دخول الدخلاء وعدم التزام البعض بالأخلاقيات المهنية، مما تسبّب في الانعكاس سلبا على قطاع الصحافة الذي أصبح يعرف تدهورًا ملحوظًا في جودة المحتوى وانتشار الأخبار المضللة والشائعات، التي تسيء إلى المهنة وتؤثر سلبًا على المجتمع. كما لاحظنا زيادة كبيرة في عدد الوافدين غير المؤهلين الذين يلجون مجال الصحافة بدون معرفة أو تدريب كافٍ أو رصيد علمي أو مهني محترم، مما يساهم في تراجع جودة الصحافة وإفساد سمعتها وتحوّلها إلى مهنة من لا مهنة له. كما تتبّعنا كيف يتم تقديم الحماية والدعم لمنابر إعلامية معينة بسبب ممارساتها ” للشيتة” لتلميع صورة بعض المسؤولين الفاسدين مقابل غنائم ومصالح متبادلة .
وتوقف الزملاء الحاضرين، عند كل مظاهرالتمييع الحالي الذي يكرّس عدم احترام بعض المحسوبين على حقل الاعلام للأخلاقيات المهنية والسعي لتحقيق مكاسب شخصية على حساب الصدق والمصداقية. في المقابل يتم تهميش الصحفيين المؤهلين والمهنيين الأكفاء لصالح المتطفلين الذين يسعون لتحقيق مصالح شخصية، مما يؤدي إلى تدهور مستوى الصحافة وفقدان ثقة الجمهور..
كما طالب الزملاء الحاضرون الجهات المختصة باتخاذ الإجراءات اللازمة لضمان احترام أخلاقيات المهنة وتطبيق القوانين والمواثيق المتعلقة بتنظيم العمل الصحفي. و وضع ضوابط صارمة لمنع دخول الأشخاص غير المؤهلين إلى هذا المجال، وكذلك تعزيز مراقبة الأداء المهني للصحفيين ومحاسبة من يتجاوزون الأخلاقيات المهنية. كما دعوا إلى تعزيز التعاون مع مختلف الجهات المسؤولة وتفعيل التواصل معها لضمان تنظيم وخدمة مهنة الصحافة بكفاءة واقتدار لتعزيز دور ها في خدمة المجتمع والتفاعل مع مشاكله .
كما ندّد الزملاء بأي شكل من أشكال التمييز في التعامل مع وسائل الإعلام، وطالبوا بضرورة المساواة في الانفتاح على جميع الوسائل الإعلامية بدون استثناء. كما يجب أن يتم التعامل مع جميع الوسائل الإعلامية بموضوعية وشفافية، وتجنب التحيز لمصلحة بعض الجهات على حساب الأخرى.
كما شدّد الزملاء على أهمية تعزيز دور الصحافة في خدمة المجتمع والتفاعل مع مشاكله. وتكريس دور الصحافة كأداة لبناء المجتمع ونشر الوعي والحسّ الوطني، والمساهمة في حل المشاكل الاجتماعية والاقتصادية. لتحقيق المصلحة العامة وخدمة المجتمع بكل أمانة ونزاهة.
كما ندّد أعضاء الفرع بما عرفته مدينة وجدة في عهد المسؤول الترابي السابق من فراغ قاتل وعبث ولا مسؤولية في الرقي والإرتقاء التنموي والعمراني والحضري بالمدينة وفي ضياع الفرص وتكريس مظاهر التسيّب والفوضى والجمود والتقهقر على كافة الأصعدة. كما نوّه أعضاء الفرع بالتغيير الأخير على مستوى الهرم الترابي، متوسّمين خيرا في هذا التغيير الذي تمنوا أن ينعكس ايجابا على مدينة تعيش وضع الإحتضار، لتحقيق الاستقرار والتنمية. بما يضمن تعزيز مصلحة المجتمع ورقيّه التنموي والحضري.
كما أكّد أعضاء الفرع في الأخير، أن حرية الصحافة هي مسؤولية كبيرة، وعلينا جميعًا تحمل هذه المسؤولية بما يحقق مصلحة المجتمع ويعزز الثقة بالمعلومات المقدمة. كما دعوا الجميع إلى الالتزام بالأخلاقيات المهنية والتعاون مع الجهات المختصة لتحقيق صحافة نزيهة وموثوقة وذات مصداقية مهنية ومجتمعية..
التوقيع:
مصطفى قشنني
الكاتب العام
للفرع الجهوي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بوجدة
وجدة في 15 نونبر 2024