نورالدين زاوش: عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيلة
بعد التحية والسلام، وأزكى الصلاة على خير الأنام، أتقدم إليك، سيدي الكريم، ببعض العتب والملام، راجيا من الله تعالى أن يتسع له صدرك الرحب، ويستوعبه عقلك الفذ، وتستشعره روحك الطاهرة التي تحلق في عنان السماء، لتطل على هموم الأمة فترمم جراحها، وتواسي كربتها، وتدعم ضعيفها، وتضرب بيد من حديد على مرقتها الذين يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
في البداية أود، سيدي الكريم، أن أستفسرك عن نوع الحشيش الذي بِتَّ تتناوله بعدما زُحْزِحت مؤخرتك عن كرسي الحكومة؛ لأنه يبدو من النوع الرديء الذي يسبب الوساوس والهلاوس، ويكشف الفظائع والنقائص؛ وإلا ما معنى أن تصف السيد الفاضل الشيخ محمد الفزازي ب “بولحية الشمال” وأنك لا تكن له أي احترام؛ رغم أن جلالة الملك، أدام له العز والتمكين، صلى خلفه في صلاة الجمعة، وبعدما فرغ جلالته من الصلاة تحدث معه وهو يمسكه من مرفقه بيده الكريمة، وكأنه يواسيه عن محنة السنوات التسع التي قضاها في غياهب السجون ظلما وعدوانا.
لو لم يكن للشيخ الفاضل الفزازي إلا هذه المَكْرُمة لكفته شرفا طول العمر، لكنك للأسف الشديد، قطعتَ الرحم مع المعالي، ونسيت عنوان الفضيلة والشرف؛ إذ كيف تُعَيِّر الشيخ الجليل وكل نوازعه تنبع من حبه الشديد لملكه، ومن وطنيته الصادقة التي تسطع من كل كلمة براقة تنسل من شفتيه، وما موقفه المتمثل في مهاجمة “حزب الله” و”حسن نصر الله” إلا تبعا عن موقف هؤلاء المتمثل في معاداة الوطن والكيد له في السر والعلن، وهو الموقف الذي كنتَ، سيدي الكريم، أولى به وأجدر، من منطلق أنك رئيس حكومة سابق، وفي أسوإ الأحوال كان عليك أن تطبق شفتيك وتلتزم الصمت من واجب التحفظ.
كيف يعقل، سيدي الكريم، أن ترى قتل حزب الله لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء والشيوخ في سوريا وغيرها، على مدي سنوات طوال مجرد خطإ؛ بينما ترى من ينتقد حزبك المتهالك، وينتقد بيان التعزية المشؤوم في “نصر الله” مجرد أشخاص حقيرين؟ اللهم إلا إذا كنت تحسب نفسك الإمام المعصوم الثالث عشر، أو بنكيران المنتظر فك الله سراحه.
بل كيف تُعير الشيخ بلحيته، وحزبكم، الذي صار قطعة بالية من التاريخ، إنما جثم على صدور الناس عشر سنوات بسحر تلك اللحية ومفعولها في قلوب المؤمنين الساذجين، الذين وثقوا فيك وفي حزبك مثلما يثق الميت بغاسله؟
سيدي الكريم، إن دفاعك عن أعداء وطنك، وإلقاؤك للنظارات التي اختارها جلالة الملك في سلة المهملات، لن تعيد لك شعبية ضائعة، ولن تقودك لرئاسة مفقودة، ولن تنتشلك من سلة المهملات التي ألقاك فيها الشعب من غير رجعة؛ والأولى بك أن تقتني حشيشا من النوع الجيد حتى وإن كان باهض الثمن؛ خصوصا وأن جلالة الملك، أعزه الله، جاد عليك بالملايين كل شهر حتى تواري سوأتك، إذا كنت تتذكر.
نورالدين زاوش
عضو الأمانة العامة لحزب النهضة والفضيل