خلد مؤخرا التجمع البيئي لشمال المغرب مع شركائه ندوة تخليدا لليوم العالمي للبيئة حول موضوع: “استعادة النظم البيئية للموقع البيولوجي لمصب مولوية” بالثانوية الإعدادية بتافوغالت إقليم بركان.
وتتوخى هذه الندوة الاستفادة من الدراسات المنجزة والتجارب الأخرى في مجال استعادة النظم البيئية وتحديد الصبيب الإيكولوجي (واد سبو، أم الربيع…)، والمساهمة في المرافعة الوطنية لحث أصحاب القرار للإسراع في إصدار النصوص التطبيقية للمواد 26 و 96 و 97 لقانون الماء رقم 36.15 المتعلقة بالطرق التقنية لتحديد الصبيب الإيكولوجي للوديان والأنهار بالمغرب، وإنقاذ الموقع البيولوجي والإيكولوجي لمصب ملوية من التجفيف والمحافظة على المنظومة البيئية.
ويكتسي هذا الموضوع أهمية بالغة بتزامنه مع ندرة المياه، وقلة التساقطات خلال هذه السنة الجافة، وتدهور الأوضاع البيئية بالموقع البيولوجي لمصب ملوية، حيث وفي الشهور الأخيرة، عجز الجريان المائي لواد ملوية عن الوصول إلى المصب نظرا لنقص الواردات المائية. مما له تأثير على الفرشة المائية، وعلى الفلاحة على ضفاف ملوية، وعلى الموقع ذي الأهمية البيولوجية والإيكولوجية لملوية (المنطقة الرطبة) الذي يشكل موئلا للتنوع البيولوجي (نباتات وأسماك وزواحف وطيور محلية ومهاجرة)، وهي لظاهرة يمكن تفسيرها بالجفاف المستفحل منذ السنة الماضية، والاستغلال المفرط للمياه على طول الواد (بين سد مشرع حمادي والمصب). كما أدى انخفاض منسوب ملوية المائي إلى تسرب مياه البحر عبر المجرى (ارتفاع نسبة الملوحة)
وقد شارك في هذه المائدة المستديرة الأستاذ أوسامة بوقريعي كممثل لإدارة المياه والغابات ومحاربة التصحر، الذي تحدث عن المجهودات المبذولة من طرف إدارة المياه والغابات للرفع من مستوى حماية الموقع البيولوجي لمصب ملويةإلى مستوى المنتزهات الوطني، وعن المشاريع المزمع انجازها من طرف هذه الإدارة، ومنها استعادة منظومة العرعار الأحمر، فيما تغيب ممثل قطاع البيئة للحديث عن أنشطة مصلحة البيئة للحماية البيئية للموقع البيولوجي لمصب ملوية ومراقبة صرف محطات معالجة المياه العادمة لمدينة زايو ورأس الماء والسعيدي، إلى جان عدم حضور. ممثل وكالة الحوض المائي لملوية للحديث عن موقف الوكالة للحفاظ عن الصبيب الايكولوجي لواد ملوية.
من جانبه، تدخل المهندس الدكتور محمد بنعطا، الذي تحدث عن أهمية الموقع البيولوجي لمصب ملوية من الناحية التنوع البيولوجي، ودوره في حماية الطيور المهاجرة أو المعششة والأسماك وأنواع النباتات والأحياء، والعوامل التي أدت الى تدهورها، وضرورة استعادة النظم البيئية التي هي على وشك الضياع.
وحسب أرضية الندوة، فإن استعادة النظم البيئية للموقع البيولوجي لمصب مولوية تتطلب قبل كل شيء الحفاظ على صبيبه الإيكولوجي، بدون صبيب إيكولوجي يفقد الموقع البيولوجي لمصب ملوية مؤهلاته وقدرته لعب دوره في الحفاظ على تنوعه البيولوجي وحماية الطيور والأسماك والأحياء بصفة عامة، فضلا عن أن الموقع البيولوجي لمصب ملوية عرف خلال العشرين سنة الماضية تدهورا خطير في منظوماته البيئية نتيجة للتدخل البشري عبر المشاريع لإنشاء البنيات التحتية أو مشاريع سياحية أو فلاحية.
بعد تحديد الإطار العام لهذه الندوة، تم التطرق لأسباب تنظيم هذه الندوة التي تتجلى أساسا في تدهور المنظومات البيئية نتيجة البنيات التحتية ومشارع أخرى، كإنشاء محطة الضخ الجديدة في جماعة أولاد استوت، مما نتج عنها ازدياد الضغط على الموارد المائية عند سافلة سد مشرع حمادي، وتراجع صبيب مياه واد ملوية في السافلة إلى درجة انسداده يوم 13 أكتوبر 2021، وتعلية سد محمد الخامس، وبرمجة سدود أخرى، وخاصة مشروع بناء سد جديد في مشرع الصفصاف على واد ملوية لسد حاجيات سقي الأراضي الفلاحية، إلا أن هذه المشاريع قد أفرزت، على مستوى مصب ملوية، مجموعة من الخروقات القانونية والأضرار خاصة على المستويين الاجتماعي والبيئي.
في الأخير، أعطيت الكلمة للحضور الكريم للمناقشة وطرح الأسئلة وبعض التوضيحات، كما تم تسجيل عدة توصيات يجب إيصالها لأصحاب القرار، أهمها:
1- القيام بدراسة علمية هيدرولوجية وبيولوجية لتقييم الصبيب الإيكولوجي بالنسبة لواد ملوية على غرار الوديان الأخرى مثل واد سبو؛
2- إعادة استعمال المياه المعالجة في محطة السعيدية ورأس الماء وزايو لأغراض الفلاحة أو المساحات الخضراء أو الطبيعة لتخفيف الضغط على الموارد المائية لواد ملوية؛
3- رفع قانون حماية الموقع الإيكولوجي لمصب ملوية إلى مستوى منتزه وطني طبقا للقانون رقم 07-22 للمحميات ومراسيمه التطبيقية؛
4- وضع مخطط التسيير للموقع الإيكولوجي لمصب ملوية في أقرب الآجال؛
5- إصدار النصوص التطبيقية للمواد 25 و96 و97 من قانون الماء؛
6- تخفيف الضخ على مستوى محطتي الضخ مولاي علي وأولاد استوت والمحطات الأخرى للخواص وعدم إنشاء محطات ضخ جديدة؛
– محاربة استعمال المياه الغير قانونية والغير المرخص لها مع وضع العدادات لمعرفة المياه التي تضخ من واد ملوية أو الآبار.
7- إعادة النظر في مخطط الماء للسقي والماء الصالح للشرب 2020-2027 وخاصة مشروع بناء سد مشرع الصفصاف وسدود أخرى على واد ملوية مع الأخذ بعين الاعتبار التنوع البيولوجي كطرف في استعمال المياه؛
8- مراجعة حدود الموقع البيولوجي لمصب ملوية لدمج عين شباك وعين زبدة والجزء الكامل من وادي ملوية حتى سد مشرع حمادي الذي يحتوي على الانبعاث الذي تغذي الصبيب البيئي لـلموقع البيولوجي لمصب ملوية والعديد من مناطق تفريخ الأسماك بما في ذلك الشابل على وجه الخصوص.
9- تنقية قناة عين الزبدة وعين الشباك بانتظام؛
10- اقتصاد مياه الأمطار التي تلتقطها قناة حماية مدينة السعيدية من الفيضانات لصالح الفرشة المائية لمصب ملوية والموقع البيولوجي؛
11- منع الزحف العمراني على حساب المنطقة الرطبة لمصب ملوية والتصدي للبناء العشوائي في الموقع؛
12- إنجاز منشآت هيدروليكية أو عتبات لمنع صعود مياه البحر المالحة في مصب ملوية مع مراعاة حركة مرور الأسماك من السافلة إلى العالية ومن العالية إلى السافلة؛
13- مراقبة الصرف من محطات معالجة مياه الصرف الصحي والوحدات الصناعية لتجنب تلويث مياه ملوية.
14- حماية ما تبقى من شجر العرعار الأحمر واستعادة غرسه من جديد.
15- استعادة النظم البيئية لمستنقعات المنطقة كمستنقع الشراربة.
16- الامتناع عن الصيد والقنص السياحي بهدف الترفيه عن النفس فقط داخل المناطق المحمية كما هو الحال في الموقع البيولوجي والايكولوجي لبني زناسن.
18- تفعيل الديمقراطية التشاركية طبقا لفصول الدستور والقوانين الجاري بها العمل واعتبار الجمعيات المدنية كشريك فعلي في التنمية المستدامة واحترام الحق في المعلومة.
19- تبني الفلاحة البيولوجية التي ترتكز على مبدأ الاستدامة للموارد الطبيعية بدل الفلاحة المعتمدة حاليا بالموقع البيولوجي.
20 – القيام بجرد لمختلف مكونات الحمولة البيئية للموقع البيولوجي والايكولوجي لبني زناسن قصد وتتبع حالتها وحمايتها.
21- تقييم وتقويم السياسة الفلاحية خاصة ما يهم بعض المخططات كمخطط المغرب الاخضر.
22- منع استغلال شواطئ المحمية كمواقف للسياراتيذكر، أن الصبيب الإيكولوجي، أو الصبيب البيئي، أو الحد الأدنى من تدفق المياه نحو البحر هو أقل صبيب يجب الحفاظ عليه في مجرى الأنهار والوديان للحفاظ على الحياة والنظم الإيكولوجية المائية التي توجد في الأنهار والوديان، وهناك عدة طرق وتقنيات لتحديد هذه الكمية من الصبيب الإيكولوجي (بعد البنيات التحتية كالسدود ومحطات الضخ أو محطات إنتاج الكهرباء على ضفاف الأنهار والوديان).
إلى ذلك، وبموازاة مع هذه الندوة، قام المشاركون والمشاركات بحملة نظافة همت محيط الإعدادية، بهدف لتحسيس وتوعية الساكنة والتلاميذ والزوار بأهمية النظافة، والحث على العيش في بيئة سليمة.