حفيظة بوضرة
أكد الدكتور زهر الدين طيبي، أستاذ العلاقات الدولية والعلوم السياسية، بجامعة محمد الأول بوجدة، في كلمة له نيابة عن رئيس الجامعة، خلال ندوة نظمها اتحاد المساجد المالكية بألمانيا يوم السبت 22 أكتوبر 2022، أن جامعة محمد الأول بوجدة تبقى منفتحة على جميع الشراكات مع طلبتها الذين تعتبرهم سفراء لها في ألمانيا وفي كل الدول، على اعتبار أن هذه الجامعة يدرس بها العديد من الطلبة من جنسيات مختلفة، سواء إفريقية أو عربية، وأيضا مجموعة من الطلبة المغاربة الذين تخرجوا واستقروا بمجموعة من الدول الأوروبية.
وتحدث خلال هذه الندوة المنظمة بشراكة مع جامعة محمد الأول بوجدة، ومجلس الجالية المغربية بالخارج، عن دور الجامعة الثقافي والتكويني الذي يكمل دور المساجد، مبرزا أن هذه الأخيرة اشتغلت كثيرا على مايسمى بالدبلوماسية الموازية، والتي يمكن أن تكون ديبلوماسية ثقافية أو دينية أو اقتصادية، تفتح المجال أيضا للتكوين والتأطير، وجلب الاستثمارات للمغرب ككل، أو لجهة الشرق التي تنتمي إليها هذه الجامعة العتيدة التي تأسست منذ سنة 1978.
وأشار، إلى أن الفكرة الأساسية في إطار القبول بالتعددية الذي هو محور هذه الندوة التي اختير لها موضوع: “المؤسسات الإسلامية في الغرب ودورها في ترسيخ التعدديات الثقافية الواقع والتحديات والآفاق المستقبلية”، هو القبول بالآخر وبثقافته، مشيرا إلى اشتغال جامعة محمد الأول بوجدة في مجموعة من القطاعات من أجل التواصل، وإزالة هذا اللبس والغموض الذي يكتنف علاقة الجامعة بالمساجد، وعلاقة الدين بالثقافة، وكل هذه الخلفيات.
وأضاف خلال هذه الندوة التي احضنتها قاعة المحاضرات جرهارت هاوبتمان بمدينة دوسلدورف، أن دور الجامعة والمساجد هو الالتزام بالوسطية التي تسمح بجمع شمل الجميع تحت سماء وطن واحد هو المغرب الذي نعتز جميعا بالانتماء إليه، وندافع عنه بعد الدين الإسلامي، يقول الدكتور زهر الدين طيبي، مشيرا إلى أن مايعرفه العالم من موجات متطرفة، ومن إرهاب هو نابع من فهم مغلوط للدين، يحتاج منا جميعا سواء في اتحاد المساجد المالكية بألمانيا، أو كمغاربة العالم، أو كجامعات أو كمثقفين، القيام بمجهودات كبيرة، من أجل تصويب هذه المفاهيم وتصحيحها، وهو ما لا يتأتى إلا بالاعتدال والوسطية والتعايش والقبول بالآخر، لأن التطرف يقود إلى التهور، فيما يفضي الاعتدال دوما إلى مفاهيم الحكمة.
وأبرز، أن جامعة محمد الأول بوجدة التي تضم أكثر من 70 ألف طالب تحتاج إلى طلبتها في كل بقاع العالم، وهي دعوة لاتحاد المساجد المالكية بألمانيا للتفكير في خلق جمعية لطلاب جامعة محمد الأول بوجدة، تكون صلة وصل بينها وبين سفرائها.
وكشف المتحدث، أن جامعة محمد الأول بوجدة لها مجموعة من الهياكل والبنيات التكوينية والبحثية، ومراكز تشتغل في مجال الهجرة بقيادة الأستاذ الدكتور عبد الحق الباكوري، حيث تم تنظيم مجموعة من الندوات فيما يخص الدبلوماسية الدينية والإفريقية، كما عبر عن استعداد الجامعة لكل شراكة يمكن أن تساهم في ترسيخ مفاهيم الوسطية والاعتدل والتعايش، خصوصا مع أبناء الوطن، وخريجي جامعة وجدة، من أجل مغرب أفضل، ومن أجل أن ينظر إلينا الغرب بالصورة الحقيقية لا كمتطرفين أو كإرهابيين.
وأبان، عن استعداد جامعة محمد الأول بوجدة لتأسيس علاقة متينة، والاشتغال في مجلات تهتم بالتراث وبالثقافة الدينية وبالدبلوماسية الدينية، وبأدوار المساجد، وبعلاقة المسجد بالجامعة، وكذا الاشتغال في بنيات بحثية كاملة، ووضعها رهن الإشارة، من أجل خدمة الوطن، ومن أجل تسويق جامعة محمد الأول أولا، وتسويق الوطن للغرب بالصورة التي تليق بنا جميعا.
شارك في هذه الندوة على الخصوص، الدكتور عبد الحق الباكوري، مدير مركز الهجرة والاندماج بجامعة محمد الأول، الدكتور جواد الشقوري، ممثل مجلس الجالية المغربية بالخارج، ورئيس اتحاد المساجد المالكية بألمانيا، وممثلي القنصلية العامة المغربية بدوسلدورف، إلى جانب المسير محمد العبدوني، رئيس جمعية أمانة فوبرتال، عضو باتحاد المساجد المالكية بألمانيا، وبحضور عدد من الائمة وأساتذة اللغة العربية بولاية شمال الراين وستفاليا، وممثلة اتحاد المساجد بوزارة التعليم بولاية شمال الراين وستفاليا، والرئيس السابق للمجلس المركزي للمغاربة بفرانكفورت.