عبد العزيز داودي
منذ أن ظهرت أول حالة إصابة بفيروس كورونا في الثاني من شهر مارس 2020، سطع نجم وزير الصحة باعتباره المسؤول الأول عن تدبير جائحة كورونا، وبخلاف تدبير السلطات المحلية والمركزية للجائحة، والذي اتسم بالصرامة اللازمة للتقيد بالإجراءات الاحترازية، ومنها الحجر الصحي الذي امتد لما يناهز ثلاثة أشهر، والذي جنى المغرب من ورائه ثمار تحكمه النسبي في انتشار الوباء، بحيث إن نسب الإصابات كانت قليلة جدا، ونسب الوفيات كادت تكون منعدمة في العديد من جهات المملكة، حتى اعتقد الجميع أن الوباء زال، وأن المغرب نجح، وبشهادة العالم، حسب تعبير رئيس الحكومة نفسه، في السيطرة على الفيروس.
هذا الوضع لم يدم طويلا، ومباشرة بعد رفع الحجر الصحي والسماح بتنقل الأشخاص عبر المدن والأقاليم، بالإضافة إلى التجمعات في المقاهي والنوادي، ازداد عدد المصابين بشكل مقلق، وازدادت كذلك عدد الوفيات في صفوف الحاملين للفيروس، حيث اكتظت المستشفيات، وقل الدواء او انعدم في الصيدليات، وانعدم الأوكسيجين الذي بدونه لا يستطيع الكثير من المصابين الخاضعين للتنفس الاصطناعي الاستمرار في الحياة، ثم غابت أسرة الإنعاش، وغاب الاعتناء بالمرضى نظرا لقلة الموارد البشرية والمالية واللوجيستيكية المرصودة لمواجهة فيروس كورونا، ليسقط بعدها الأطباء والممرضون والتقنيون شهداء الواجب المهني، ولتستفحل الأزمة دون أن تظهر لها بوادر للانفراج في الأفق..
ورغم هذا الوضع المقلق، لم تتحرك وزارة الصحة بالشكل المطلوب للحد من تأثيرات انتشار الفيروس. كل ما استطاعت فعله هو وعدها للمغاربة بعمليات تلقيح واسعة في صفوفهم بواسطة لقاح صيني، شارك المغرب في تجاربه السريرية، مع العلم أن الوزارة لم تحدد تاريخا لذلك، لتتناسل بعدها الشائعات حول موعد التلقيح، إلى أن كذب الوزير نفسه هذه الإشاعات، ثم بعدها، وهذه المرة الخبر تداولته وكالة المغرب العربي للأنباء، أن المغرب استورد 65 مليون جرعة من اللقاحات من نوع سينوفارم واكسترزينيكا، مع العلم أنه كان يقال دائما للمغاربة أن المغرب، وبحكم مشاركته في التجارب السريرية للقاح كورونا، سيستعمل اللقاح الصيني. فما الذي تغير حتى تجيز وزارة الصحة استعمال لقاح آخر؟
أكيد أن مصادر التنويع مطلوبة ومحبذة في استيراد لقاحات ناجعة وفاعلة، تتوفر وزارة الصحة على المعلومات الكافية والدقيقة عنها، على اعتبار أن المواطنين حين يلقحون يرغبون في أن يمكنهم اللقاح من أن يكونوا في منأى عن الإصابة بالفيروس اللعين، بالرغم من الأعراض الجانبية. والتي بالمناسبة هي عادية جدا.
تصرفات من هذا القبيل إذن جعلت من وزير الصحة أسوأ شخصية السنة في تدبيره لجائحة كورونا!