رغم التعليمات الصارمة التي حملتها مذكرة المدير العام للأمن الوطني، والقاضية بضرورة التفاعل الفوري و الإيجابي مع شكايات المواطنين، سواء تعلق الأمر بصفة مباشرة، أو عبر خط النجدة 19، وهذا تكريسا لسياسة التواصل والانفتاح التي تنهجها المديرية العامة للأمن الوطني لحماية المواطن الذي طالما سكن خياله انطباع سلبي أدى به إلى فقدان الثقة بينه وبين الإدارة.
فرغم الجهود التي تبذلها الجهات العليا التي لايمكن أن ينكرها المواطن، أو أن يشيد بها، إلا أنه في بعض الحالات لابد من الإقرار بوجود مستوى من الإهمال لنداءات الاستغاثة عبر خط النجدة، وهذا ما أكدته الساكنة المجاورة لشارع الحسن الثاني، وبالضبط أمام حمام الجوهرة الكائن بنفس الشارع، بعدما أقدم مجموعة من المشاغبين على تفجير قنينات من الغاز أربكت حركة المرور، وزرعت الرعب وسط الساكنة التي عبرت عن استيائها عن عدم الاستجابة لنداءاتهم المتكررة عبر خط النجدة زهاء العاشرة ليلا من مساء يوم الأحد المنصرم، حيث قضوا ساعات في الجحيم، في غياب التدخل الأمني، فالعديد من النداءات عبر الخط الساخن قد تبوء أحيانا بالفشل مما يتسبب في تعطيل وتيرة التعبئة لمعالجة الطوارئ التي ازدادت حدتها، والتفت حولها مخاطر محدقة بحياة المواطن وبممتلكاته.