عبد القادر بوراص
في ظل ظروف صحية استثنائية فرضها استمرار تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد ـ 19)، والذي انتشر بشكل لافت بمخلف مناطق المغرب، وأمام خطر محدق، بلا ريب، بالتلاميذ والأطر الإدارية والتربوية وعائلاتهم، بسبب ازدياد حالات الإصابة بالفيروس بشكل كبير، في غياب أي لقاح أو دواء لهذا الوباء، انطلقت عملية الدخول المدرسي لهذا الموسم بمدينة وجدة، صباح يوم الإثنين 07 شتنبر الجاري، تحت شعار: ”من أجل مدرسة متجددة، منصفة ومواطنة”.
الدخول المدرسي سبقته استعدادات كبيرة، كان لجمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ نصيب الأسد منها، بتعاون من بعض الشركاء وجمعيات المجتمع المدني ذات الاهتمام بالشأن التعليمي، حيث حاولت كل مؤسسة تعليمية أن توفر دخولا آمنا لمتعلميها إلى درجة التنافس بينها، ولم تكتف بالإجراءات الاحترازية لتجنب الوباء فقط، بل عمدت الكثير من المدارس إلى استقبال التلاميذ في حلة بهية من خلال عمليات الصباغة التي خضعت لها إبان العطلة وتزيين الفصول الدراسية بلوحات تشكيلية معبرة ذات بعد تربوي هادف.
وكانت مدرسة المنتزه البلدي الابتدائية النموذجية بمدينة وجدة إحدى هاته المؤسسات التعليمية التي نجحت بامتياز في عملية استقبال ضيوفها الصغار من التلميذات والتلاميذ وهم يرفلون في حللهم الجديدة قبل أن يلجوا باب مؤسستهم بعد غياب طويل ليتفاجأوا بتحولها إلى حديقة غناء بفعل عملية إعادة تهييء بعض جوانبها ومرافقها، ووقفوا منبهرين أمام اللوحات الفنية الساحرة التي رصعت فضاءها وجدران أقسامها، تحمل بين طياتها رسائل نبيلة تحث على الجد والاجتهاد والتحصيل وطلب العلم لتحقيق المبتغى.
ووقف خدوم المدرسة العمومية ذ. عبد اللطيف مكروم، رئيس جمعية الآباء وباقي مساعديه، إلى جانب الناشطة الجمعوية المتألقة نصيرة بنيوال، رئيسة المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتدبير، ومدير المدرسة وأعوانها، بالباب الرئيسي للمؤسسة، لضمان احترام التدابير الصحية الضرورية على مستوى المدرسة، خاصة ما يتعلق بقياس درجة الحرارة والتعقيم والتطهير وضمان التباعد الجسدي.
وكانت مدرسة المنتزه البلدي قد خضعت لعملية تعقيم شاملة همت جميع مرافقها، كما تم تهييء ساحتها وحجراتها الدراسية بعلامات تشوير ورسوم وخطوط لتحديد مسافة التباعد بين المتعلمين، فضلا عن توفير مواد التعقيم والنظافة بشكل كاف، كما استفاد كافة تلاميذ المستويين الدراسيين الخامس والسادس بالكمامات الوقائية لكونهم ملزمين بارتدائها تفاديا للعدوى.
فرحة التلاميذ بالعودة إلى الفصول الدراسية بعد عدة أشهر من التعليم عن بعد، لا تكتمل إلا بالاستمرار في عملية الالتزام التام بالتدابير الوقائية الرامية إلى الحد من انتشار فيروس كورونا، وبالتالي ضمان السلامة الصحية للتلاميذ والأطر التربوية والإدارية، وذلك تماشيا مع المذكرة الوزارية رقم 20 / 39 التي تؤطر مختلف مراحل هذا الدخول المدرسي.
وأشار رئيس جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ ذ. عبد اللطيف مكروم، في تصريح للحدث الشرقي، أنه في ظل الاستعداد للدخول المدرسي الذي يأتي هذه السنة في ظروف خاصة واستثنائية بسبب تفشي وباء كوفيد ـ 19، قمنا بعدة إجراءات استباقية، منها تعقيم فضاء المدرسة بجميع مرافقه بدون استثناء، وإزالة جميع النقط السوداء من خلال حملة نظافة واسعة النطاق، مع المساهمة بشكل فعال في عملية البستنة تنزيلا لمذكرة الوزارة الوصية على قطاع التعليم، مما خلق ظروفا ملائمة للتمدرس، وآمنة من وباء كورونا، متمنيا لجميع الأطر الإدارية والتربوية والتلاميذ عودة ميمونة وسنة دراسية موفقة وآمنة.