عبد القادر بوراص
كانت مدرسة أحمد الشرقاوي الابتدائية بحي أڭدال بوجدة، في الفترة الدراسية المسائية ليوم أمس السبت 09 يناير الجاري، قبلة لمجموعة من الناشطات والنشطاء الجمعويين ذوي العلاقة الوطيدة بالشأن التعليمي، تتقدمهم المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري للتوعية والتحسيس، التي فضلت أن توجه نشاطها هذه المرة إلى أطفال التعليم الأولي بهاته المؤسسة، رافعة اتجاههم شعار ”نهتم بك اليوم وأنت طفل، فتهتم بنا غدا وأنت شاب ”، وذلك بتنسيق كامل مع جمعية أمهات وآباء وأولياء التلاميذ بها.
النشاط الذي يندرج أساسا في إطار التصدي لانتشار فيروس كورونا المستجد في صفوف المتعلمين الصغار، وخلق مناخ صحي سليم يساعد على التحصيل الأمثل والتعليم المفيد، الراميين إلى تحقيق النتائج التربوية المنشودة، انخرط فيه بكل تفان وإخلاص ونكران للذات طاقم شبه طبي، يتكون من الممرضين وليد الجنوي وغزلان الحمري وابتسام عبدي، حيث سهروا على التطبيق الصارم للبروتوكول الصحي من خلال عملية تعقيم القاعات الدراسية قبل ولوجها، وإخضاع كافة الأطفال ومرتفقيهم إلى قياس الحرارة، وتوفير المادة المُعقمة لليدين وغيرها من الأمور الأخرى، قبل أن تباشر الدكتورة فاطمة الزهراء البصراوي، بكشف للعيون بشكل تطوعي ومجاني، استهدف جميع أطفال التعليم الأولي، مع اتخاذ المتعين في حق المتضررين.
كشف وفحوصات طبية مكثفة رافقتها حملة توعية واسعة قامت بها الدكتورة هجر حسايني والدكتور الكمري أيوب لفائدة المربيات، حول مرض السكري وعلاماته، خصوصا لدى الأطفال، وذلك لتسهيل عملية اكتشاف الحالات المصابة وإشعار أولياء الأمور بها مبكرا، وإرشاد المربيات للطريقة المثلى التي يمكن اعتمادها في حالة وقوع طارئ بالمدرسة، مع ضرورة الاتصال بالإسعاف.
حملات التوعية والتحسيس لم تقف عند هذا الحد، بل تواصلت مع الناشطة الجمعوية المتميزة نصيرة بنيوال، رئيسة المنظمة المغربية لأصدقاء مرضى السكري، ورفيقها في العمل الجمعوي الهادف والبناء، عبد اللطيف مكروم، خدوم المدرسة العمومية، من خلال توعية الأطفال والمربيات بدور التغذية السليمة والرياضة والسلوكيات اليومية الصحيحة للحفاظ على سلامة العقل والجسم، مع التأكيد على ضرورة الالتزام بالتدابير الوقائية من الفيروسات عامة، وخصوصا فيروس كوفيد المستجد.
وتحول هذا النشاط الصحي ذي الأبعاد التوعوية والتحسيسية لتجنب مخاطر كورونا إلى عرس حقيقي بعد أن ارتفعت حناجر الأطفال الصغار عاليا ومعهم الحضور كاملا بترديد النشيد الوطني و ”صوت الحسن ينادي”، وأيديهم تداعب الأعلام الوطنية التي تم توزيعها عليهم لإذكاء روح الوطنية الحقة في نفوسهم، وبذلك تحول الجمع الذي تم فيه الالتزام الكامل بالتدابير الاحترازية والوقائية إلى لوحة فنية رائعة، تسابقت الهواتف والكاميرات للفوز بالتقاط صور توثق لنجاح هذا النشاط بامتياز.
جدير بالذكر أن جمعية “شباب أجي نطوعوا” قد ساهمت بنصيب وفير في إنجاح هذا النشاط التربوي الفريد من نوعه عبر عمليات تزيين محيط المدرسة الخارجي وفضائها الداخلي برسومات طفولية ذات أهداف تربوية وتعليمية نبيلة، تحبب الإقبال على التمدرس، كما نشطت بمهارة عالية كتاكيت التعليم الأولي بألعاب بهلوانية أثارت اهتمامهم وأدخلت البهجة على نفوسهم، قبل أن يتم تقديم لوحة استعراضية بمشاركة الأطفال حول صحرائنا المغربية..