عبد العزيز داودي
بحسب ما جاء على لسان مدير مركز الأوبئة الصيني، فإن اللقاح الصيني لا يوفر نسبة عالية للحماية من فيروس كورونا، وأوضح أنه يجري حاليا تقييم إمكانية استخدام لقاحات اخرى من أجل الوصول إلى المناعة الجماعية.
اعتراف صيني من شأنه أن يبعثر الأوراق من جديد، وسبقته اجراءات أخرى ما زالت تثير العديد من التساؤلات، حيث اضطرت العديد من الدول كإسرائيل وبريطانيا وفرنسا وأمريكا الشروع في تلقيح مواطنيها بجرعة ثالثة من لقاح فايزر بيونتيك، وهذا ليس له من تفسير سوى المقاومة الشرسة للفيروس عن طريق تمحوراته المختلفة، ليس للأدوية فقط، بل للقاحات أيضا، وأيا كان نوعها أو مصدرها، وقد نكون مازلنا في مرحلة التجارب السريرية لنتأكد فعلا من النجاعة المطلقة للقاحات، وما إن كانت النسب العالية لفعالية اللقاحات للشركات المعنية صحيحة أم لا، باعتبار النسب المئوية المعلنة قد تكون من باب الدعاية للمنتوج.
وقد سبق لعدة دول ان رفضت الاعتراف باللقاح الصيني، وهذا ليس معناه ان باقي اللقاحات منزهة عن الخطإ، بل هي سوق تنافسية تستعمل فيها كل الوسائل لجني الأرباح، ولو كان ذلك على حساب صحة مواطني العالم. وربما هذا ما يفسر الزيادة في ثمن جرعات لقاحات فايز بيونتيك بمبرر أنه تم تعديل اللقاح لمواجهة المتحورات الجديدة، وخاصة متحور دلتا. مع العلم أن مختبر صنع اللقاحات أكد على نجاعته وقدرته في القضاء على مختلف المتحورات.
الأكيد أن ما يطبخ في كواليس المختبرات الطبية العالمية ستكتشف مراميه ونتائجه لاحقا، ليبقى الأهم هو الاحتياط والحذر من معلومات قد تكون مغلوطة، وقد تكون عواقبها وخيمة. والاعتراف الصيني قد يتبعه اعتراف أمريكي وإنجليزي بمحدودية تأثير اللقاحات، باعتبار أنه وأثناء الجائحة لا أحد إطلاقا كان يعتقد أنه يمكن اختراع لقاح في ظرف قياسي لا يتجاوز السنة والنصف، ومع ذلك كان ذلك. فهل لهذه السرعة آثار سلبية على تحقيق المناعة الجماعية في وقت قياسي؟ سؤال ستجيبنا عنها الأيام أو الشهور القادمة… إلى ذلك ليس لنا من خيار سوى الاحتياط التام.