عبد العزيز داودي
ما أن ظهرت سلالة جديدة من فيروس كورونا في بريطانيا حتى سارعت المملكة المتحدة إلى فرض حجر صحي شامل على العاصمة والجنوب الشرقي لأنجلترا، حيث اضطر ما يزيد عن 16 مليون بريطاني إلى عدم مغادرة المنازل إلا للضرورة القصوى. كما أغلقت العديد من الدول مجالها الجوي والبري والبحري لتجنب انتقال السلالة الجديدة من فيروس كورونا إلى باقي دول العالم، على اعتبار أن وزير الصحة البريطاني أكد على أن الأمر خرج عن السيطرة نظرا للسرعة الكبيرة لانتشار السلالة الجديدة، والتي تفوق 70 % معدل انتشار السلالة القديمة، مع العلم أنه لا توجد معلومات حول نسبة فتك الفيروس، وما إن كانت أكثر شراسة أم أقل مما يتوقع، كما يجهل أيضا ما إن كانت السلالة الجديدة التي تمحورت وتعدلت جينيا هي بمثابة أمل يلوح في الأفق بقرب السيطرة على الفيروس.
في سياق متصل، وافقت اليوم الوكالة الأوروبية للأدوية على استعمال لقاحي فايزر بيونتيك وموديرنا، وهو ما من شأنه أن يمهد الطريق لتلقيح شعوب الاتحاد الأوروبي ابتداء من الأسبوع المقبل.
وحول نجاعة هذين اللقاحين بخصوص تحصين المواطنين بعدم الإصابة بالنوع الجديد من الفيروس، يؤكد خبراء الاتحاد الأوروبي أن ذلك مرتبط بنتائج التلقيح،. وإلى ذلك نطرح السؤال التالي: هل سيشهد العالم انتشارا واسعا لكوفيد 20 سنة 2021 بعد أن شهد انتشارا مرعبا ومخيفا لكوفيد 19؟ وحدها الأيام كفيلة بالإجابة على أسئلة تؤرق شعوب دول المعمور التي أنهكتها الإجراءات الاحترازية، ولم تعد تتحمل المزيد من القيود، خصوصا على القطاعات التي تشكل مورد رزق لملايين البشر. أو بمعنى آخر: إلى متى ستستمر لعبة القط والفأر مع فيروس حجمه ضئيل للغاية، وكل مرة يظهر بحلة جديدة ليقول إني هنا؟