مكتب الإعلام و التواصل: محمد العبودي – ياسين دحو
شرعت وزارة الثقافة والشباب والرياضة – قطاع الشباب والرياضة، منذ تسجيل أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد – 19 المستجد بالمغرب، في إصدار مذكرات توجيهية أتت بصيغ حافلة بتدابير إحترازية وأخرى وقائية، وحتى ٱستباقية في ذات الآن، تروم في الغالب ضمان شروط الحد من تفشي هذا الوباء القاتل الذي لا يزال يهدد الأمن الصحي لعموم المواطنين.
ومن أهم هذه المذكرات التي توالت عمليات إصدارها بشكل منتظم، تلك المتعلقة بإحداث لجان اليقظة لمواجهة تفشي فيروس كورونا بكافة المديريات الجهوية، في خطوة إجرائية تنيط بأعضاء هذه اللجان ضرورة القيام بمهام محددة، من قبيل إبداء كامل الحرص على التفعيل الجدي والصارم لمجموع مقتضيات قانون حالة الطوارئ الصحية المعمول به على المستوى الوطني، إضافة إلى الإشراف المباشر والتتبع الميداني والتقييم الموضوعي لكافة المبادرات المعتمدة قطاعيا بهدف الإسهام في التقليص قدر الإمكان من تداعيات هذه الجائحة الزاحفة…
وفي هذا السياق العريض، تم إدراج اللقاء الافتراضي الأول من نوعه الذي نظمته المديرية الجهوية لقطاع الشباب والرياضة بوجدة، نهاية الأسبوع المنصرم، وذلك عبر توظيف تقنية التواصل الإلكتروني عن بعد “Google Meet” المستخدمة على نطاق واسع في الظرفية الاستثنائية الراهنة، و ذلك تحت الإشراف الشخصي للمدير الجهوي بولاية وجدة، بمشاركة رئيسة مصلحة الشباب والرياضة والمديرين الإقليميين بجهة الشرق، علاوة على مجموعة من خيرة أطر مديريات القطاع بعمالة وأقاليم نفس الجهة.
وجاء هذا اللقاء متزامنا مع تسجيل المنطقة الشرقية لأرقام قياسية في حالات الإصابة المؤكدة بفيروس كورونا، الأمر الذى يدعو الجميع دون استثناء إلى عدم التهاون في إيلاء الاهتمام الكامل بكل ما من شأنه تضييق دائرة ظروف انتشار هذا الوباء الخطير في أفق القضاء عليه بصفة كلية على المدى المنظور…
وبعد أن تناول الكلمة في المستهل المدير الجهوي بجهة الشرق، والذي فصَّل الحديث عن كيفية وسبل اشتغال أعضاء اللجنة الجهوية لليقظة على امتداد أشهر مراحل مواجهة جائحة كورونا الزاحفة هذه الأيام بوتيرة متصاعدة تبعث على القلق و عدم الاطمئنان.
هذا وقد آثار الانتباه بكثير من الإيضاح إلى أبرز المحاور الكبرى المطلوب التقيد بمحدداتها الأساسية خلال مجريات اللقاء مثلما تبين بوضوح الخطوط العريضة الواردة أدناه على وجه الاقتضاب:
* تقييم الوضعية الراهنة في ظل الارتفاع المهول على مستوى حالات الإصابة المؤكدة بالفيروس..
* إلقاء الضوء على خطة عمل كل مديرية إقليمية للحد من تفشي الوباء ..،
* عرض المبادرات المنظمة على مستوى عملية التحسيس بطرق تجنب الإصابة بالوباء مع إمكان تقديم اقتراحات بهذا الشأن تخص المرحلة القادمة ..،
* حصر أهم حاجيات كل مديرية إقليمية من المعدات الأساسية ومواد التعقيم والوقاية تفاديا لتعريض الأطر ووالمرتفقين والرواد على حد سواء للإصابة بهذا الفيروس ..،
* اقتراح أنماط العمل عن بعد الممكن اعتمادها مستقبلا بكل إيجابية بتنسيق وتوجيه من مصالح الإدارة المركزية للقطاع ..،
* تحديد وسائل وآليات ضمان استمرار السير العادي لللمديريات الإقليمية في استحضار للخصوصية المميزة لكل إقليم على حدة في حالة الاقتضاء..
وفي كلمة رئيسة مصلحة الشباب والرياضة، قدمت تفصيلات هامة، طالت بالأساس جوانب اشتغال لجنة اليقظة الجهوية التي يبدي أعضاؤها محليا وجهويا كل الإصرار على ضمان أجرأة فعلية وفاعلة لمجمل توجيهات وزير الثقافة والشباب والرياضة ذات الصلة تحديدا بموضوع محاصرة أسباب التعرض للإصابة بفيروس كوفيد 19.
وفي معرض الحديث عن المجهودات المبذولة بهذا الخصوص، أفادت رئيسة المصلحة أنه تم بتوجيه مباشر من المدير الجهوي وضع برنامج عمل جهوي يتسم بتعدد المرجعيات، يأتي في مقدمتها التعليمات الملكية السامية الموجهة إلى السلطات الحكومية المختصة، باعتبارها تجسد واقعيا رأس الحربة في مواجهة الحرب التي فرضتها الجائحة بلا هوادة، ثم مجموع مذكرات مصالح الوزارة المعنية قطاعيا بالتخفيف من حدة آثار الوباء على مجالات قطاع الشباب والرياضة .
جدير بالذكر أنه بالإضافة في ارتباط بذات السياق، أن مضامين المذكرات السالفة الذكر طبعتها إلى حد كبير اشتراطات إجرائية جازمة ومحددات وقائية صارمة يسهل تلمسها في العمق، كما أوضحت رئيسة المصلحة، سواء على مستوى الأمر بإغلاق كافة مؤسسات الشباب والرياضة والمرأة في بداية أيام إعمال قانون حالة الطوارئ الصحية، أو على مستوى الإسهام في تشكيل تعبئة شاملة كفيلة بتشكيل وعي مجتمعي يمكن عموم المواطنين من التعاطي إيجابيا مع تحديات فيروس كورونا 19، أو على مستوى وجوب القيام بالتحضيرات اللازمة والاستعدادات المناسبة لاستئناف العمل من جديد بمختلف مؤسسات الحضانة والطفولة الصغرى والتكوين المهني التي أشرف المدير الجهوي شخصيا على فتح أبوابها بصفة رسمية بداية شهر أكتوبر الجاري، تنفيذا لقرار الوزير …
وإذا كانت رغبة تفادي الإطالة يجعل من الصعب جدا الإحاطة بتفاصيل مداخلات المديرين الإقليميين بهذه المناسبة، فإن واجب القيام بمسؤولية تيسير سبل الحصول على المعلومة بمواصفات الصحة والدقة والموضوعية، يحتم بلا مواربة الإماءة إلى أبرز ما تضمنته هذه المداخلات من معطيات لا يجوز التغاضي عن التذكير بها، طبعا دون أي مبالغة مفترضة أو زيادة متوهمة: التقيد الحرفي بالتدابير الإجرائية المنصوص عليها بقوة قانون حالة الطوارئ الصحية في استحضار لتفاصيل البروتوكول الصحي الذي أنجزته الإدارة المركزية، بتنسيق مع مصالح وزارة الصحة، مثل:
* حتمية التباعد الجسدي، التعقيم المنتظم والمطرد، ضرورة ارتداء الحكامة…،
* التنسيق الكامل و التعاون المطلق مع السلطات المحلية و قيادة الأمن و المصالح الصحية بما يسعف طبعا في تطويق نطاق انتشار الفيروس…،
* إطلاق حملات التحسيس على نطاق واسع بجميع أشكالها في استخدام جيد لآليات التواصل عن بعد التي تتيحها الوسائط الإلكترونية الحديثة،
* تنظيم مبادرات نوعية تهدف إلى التوعية بخطورة الظرفية الوبائية الراهنة التي لا يزال المغرب يعاني من ارتداداتها المدمرة اجتماعيا و اقتصاديا لحدود الساعة مع الأسف الشديد …،
* إشراك المجتمع المدني محليا وجهويا في عمليات التحسيس والتوعية، خاصة الجمعيات والهيئات والمنظمات الأكثر تجذرا في الأوساط الاجتماعية…،
* التوصل بالمعدات الأساسية ومواد التعقيم بقدر يمكن من تفادي تسجيل إصابات جديدة محتملة، سواء بمقر المديريات الإقليمية أو بالمؤسسات الخارجية المفتوحة حاليا في وجه رائداتها…،
* التنسيق الكامل مع إدارة المديرية الجهوية بغاية توحيد الجهود الرامية كحد أدنى إلى التقليص من الوقع السلبي لهذه الجائحة…،
* الإصرار غير المنقوص على مواصلة بذل قصارى المساعي الممكنة التي من شأنها إبقاء مجالات القطاع إقليميا وجهويا في منأى تام عن تعرض أي من أطرها للإصابة بهذا الوباء الفتاك…
وجاءت كذلك مداخلات الأطر المرافقة لكل من المدير الجهوي والمديرين الإقليميين، انصبت في الغالب الأعم حول الجوانب التقنية والفنية لكافة المبادرات التربوية والتنشيطية والتكوينية التي اتخذت أوجها تحسيسية صرفة تصب في خانة توفير أجواء من التعبئة العامة في صفوف عموم المواطنين، رغم اختلاف أشكالها وطبيعتها من مديرية إقليمية إلى أخرى ..