بقلم الدكتور فريد بوجيدة
هجرة التلاميذ إلى المؤسسات العمومية.. ماذا جرى ؟
أليست المؤسسات الخصوصية جميلة وذات جودة؟
أليست بديلا مقنعا للآباء من أجل تعليم جيد؟
ألا تتوفر على النقل ودفتر التواصل ؟
ألا تعلم اللغات، خاصة الفرنسية للصغار، وبدل أن يقول التلميذ “بابا” يقول “papa”؟
ألا تتوفر على بنايات جديدة وبألوان مزركشة؟
كل هذا جميل….
لكن اكتشف الآباء أخيرا أن التعليم الخصوصي (مع وجود استثناءات) لا يقدم تعليما جيدا وذا جودة، وليس بديلا للمؤسسات العمومية، وأن الآباء كانوا ضحية التسويق الذي ما فتئ يصور التعليم العمومي في شكل رجل مريض يعيش آخر أيامه في الإنعاش، مع العلم أن الوقائع تثبت أن أغلب المتفوقين ينتمون للتعليم العمومي…
اكتشف الآباء أن التعليم الخصوصي (مع وجود استثناءات) لايتميز بأية خصوصية إلا ما ينتمي إلى عالم الماركوتينغ من ملصقات وتواصل شكلي، وإعلانات… وتبين للآباء أن هذا العالم هو الذي امتص جيوبهم، وأن كل ورقة تستعمل يؤدون قيمتها بشكل مضاعف…
اكتشف بعض الآباء أخيرا أن التعليم قائم على وجود المعلم وأدائه المتميز، وأن بدونه لا يمكن أن يتعلم الطفل د، وأن عالم الماركوتينغ الذي صنع أوهام المدرسة المتطورة، لم يصنع لنا معلما واحدا… وهي المفارقة التي لم يقف عندها المسؤولون، يعني تعليم جيد يساوي معلم جيد، أي عندما تفكر في التعليم فكر في العنصر البشري، وهي وصايا تركها لنا المفكرون والفلاسفة…
وإذا كانت المؤسسات الخصوصية تتوفر على بنايات جديدة، فهي قطعا لاتشبه المؤسسات العمومية، فهي شبيهة بديكورات الأفلام، عالم مصطنع شيد لأغراض عابرة…
اكتشف الآباء أخيرا مع الجائحة أن التعليم الخصوصي، عبارة عن مقاولات تجارية هدفها الربح، ولم تستثمر فيه هذه الأخيرة (المقاولات) من أجل المساهمة في الرفع من مستوى التعليم، بل همها الوحيد هو مراكمة الرأسمال…