بقلم محمد بوغالب
من رحبة الغنم إلى المستشفى الميداني بابن سليمان يتعرى المستور وتنكشف عورتنا، ونصاب بالذهول أمام هول المشهد وتداعياته، انهيار قيم مجتمع وبروز سلوكات غريبة وفظيعة جدا… كيف وصلنا إلى هذا المستوى المنحط؟
البحث عن الجواب في المؤسسات التي أجمعت على أن الغايات تبرر الوسائل (كيف ما كانت هذه الوسائل)، بدءا من الأسرة التي تشحن الطفل وتحرمه من طفولته من اجل الحصول على أعلى الدرجات، لا يهم كيف، فيبدأ الغش والكذب. والمدرسة العمومية تم ضربها خدمة لمصالح البعض، وللأسف بمشاركة بعض رجال التعليم الجشعين، فزكت الغش والعنف. والجامعة التي كانت مشتلا للأطر والقادة والزعماء السياسيين، حدث ولاحرج عن الفساد والبيع والجنس…
الأحزاب السياسية تخلت عن دورها التأطيري وشرعنت الكذب والنفاق، وأصبحت تبحث عن المصلحة الخاصة، فوصل إلى قيادتها كوارث بشرية. الصحافة تحولت إلى أبواق لمن يدفع أكثر، وأستثني بعض الأقلام الشريفة، ولكن صوتها مبحوح من الحصار المضروب عليها. وبرلمان آخر همه الشعب المسكين، وحكومة لا شعبية….. لايمكن ان نصنع قيما بمؤسسات معطوبة تديرها نخبة “فاسدة”.
لا أعمم، فلا زال عندنا رجال يحملون هم الوطن، من اساتذة أخلصوا لرسالتهم، وبرلمانيين وسياسيين أكفاء، وقضاة نزهاء، وصحافيين موضوعيين…