عبد القادر بوراص
دخل المجلس الجماعي لتاوريرت على خط عملية الحجز المسبق لأماكن الدفن بجوار بعض القبور وبنائها بالإسمنت في انتظار الدفن فيها مستقبلا، بمقبرة الرحمة بحي النهضة (الهندية)، حيث أصدر بيانا عبر فيه عن استنكاره لهذه الممارسات الني وصفها بالغريبة، معتبرا إياها تصرفات دخيلة على مدينة “44 ولي”، لما فيها من تطاول على حرمة أموات المسلمين، كما تشكل تجاوزا لاختبارات المجلس الجماعي.
قبر محجوز مسبقا
هذا واتخذ المجلس الجماعي جملة من التدابير والإجراءات الاستعجالية بهدف وضع حد لهاته التصرفات التي من شأنها طمأنة ساكنة المدينة، وحماية قدسية عدم التمييز بين الأموات، يضيف ذات البيان، أهمها إرجاع الحالة إلى ما كانت عليه سابقا بشكل مستعجل عبر إزالة القبور المحجوزة وتسويتها، وتعيين موظف مسؤول ومخاطب وحيد في كل ما يتعلق بتدبير مقبرة الرحمة، مع احتفاظ المجلس الجماعي بحقه في رد الاعتبار لحرمة المقبرة وحمايتها من مثل هذه السلوكات الغريبة.
وكانت ظاهرة حجز القبور مسبقا قد خلقت جدلا واسعا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وعالجها البعض بطريقة تهكمية من قبيل أن بعض الأحياء لم تكفيهم عملية تراميهم على مساحات كبيرة من أراضي الجموع بطرق تطرح أكثر من علامة استفهام، خاصة أن إقليم تاوريرت معروف بشساعة أراضيه السلالية، فزاحموا الأموات وهبوا إلى المقبرة للاستحواذ على قبر، متغافلين قول الله سبحانه وتعالى: “وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَدًا ۖ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌۢ بِأَىِّ أَرْضٍۢ تَمُوتُ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌۢ”.